قرار حاسم قد يتخذه الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا، خلال اجتماع مرتقب يوم الاثنين، حيث يتوقع مراقبون أن يتخذ التكتل الأوروبي القرار في ظل استفزاز نظام الرئيس رجب طيب أردوغان للدول الأوروبية، خاصة اليونان وفرنسا وألمانيا، بينما يستبعد مسؤولون أن يخرج الاجتماع بإجراء ضد تركيا.
الاجتماعالمنتظر يأتي بعد نحو أسبوع من لقاء جوزيب بوريل مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، مع وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في أنقرة، لكن يبدو أن اللقاء لم يسفر عن حل أي من القضايا الشائكة.
اقرأ أيضا:
يعد الاستفزاز التركي في شرق المتوسط، تلك المنطقة الغنية بالغاز والموارد النفطية، واحدا من أهم القضايا الخلافية بين أنقرة والتكتل الأوروبي، وسط تنديد من اليونان وقبرص بانتهاك تركي للمياه الإقليمية.
أما انتهاك حظر السلاح المفروض على ليبيا، فهو مسألة أخرى قد يناقشها وزارة خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم، خاصة أنه يأتي على وقع التوتر بين باريس وأنقرة، وانسحاب الأولى من مهمة مراقبة بحرية لحلف الشمال الأطلسي "الناتو" متهمة زوارق تركية بالتحرش بسفينة حربية فرنسية في المتوسط.
يتطرق الاجتماع أيضا إلى قرار تركيا تحويل متحف "آيا صوفيا" إلى مسجد، والذي يعد بمثابة استفزاز تركي جديد لليونان يهدد بزيادة توتر العلاقات بين البلدين.
ويرى مراقبون أن الخطوة التركية هي استفزاز للغرب بأكمله وليس اليونان فقط، حيث أثار القرار صرخة دولية من واشنطن إلى باريس والفاتيكان، وغضب شديد خاصة لدى الدول الأرثوذكسية مثل اليونان وروسيا.
من جانبه، أكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، أن بلاده ستطلب من الاتحاد الأوروبي إعداد قائمة "إجراءات صارمة للغاية" ضد تركيا، في حالة انتهاكها حقوق اليونان السيادية في التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وشدد الوزير اليوناني على ضروة وجود موقف حاسم وسريع من قبل أوروبا لمنع أي انتهاكات تركية محتملة لحقوق اليونان السيادية.
من ناحية أخرى، يرى مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أن التكتل لن يناقش خلال الاجتماع فرض عقوبات على تركيا، سواء لسلوكها في شرق المتوسط، أو لانتهاك حظر السلاح المفروض على ليبيا.
لكن الاجتماع سيتطرق أيضا إلى مستقبل العلاقات مع تركيا، حيث تدفع فرنسا نحو مراجعة علاقة التكتل بأنقرة، في ظل تصاعد الخلاف بين البلدين والاتهامات المتبادلة حول المسؤولية عن الوضع في ليبيا.
ومن المقرر أن يخبر جوزيب بوريل وزار الاتحاد بنتائج زيارته الأخيرة إلى تركيا، والتي اعتبرها مراقبون "فاشلة" كونها لم تدفع نحو حوار جاد لحل القضايا الإشكالية مع ذلك البلد.