قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن العلماء تبحروا في كل ما يمكن أن يسمى فعلًا مما صدر عن النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم-، وهو محل نظر الله ورضاه وصلاته - عليه الصلاة والسلام -.
وأوضح « جمعة» خلال لقائه ببرنامج « من مصر» المذاع على فضائية «cbc» أن العلماء لما تعمقوا في أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم- وجدوا أن منها ما يرجع إلى الخلقة والجبلة والطبيعة والحياة، ومنها الأرداي وغير الأرادي، فالأكل والشرب والصيام جميعها أفعال، وهي إما أن تكون بالإيقاع أو الإمتاع مما يولد إقبال أو احجام عن الأمر.
واستشهد عضوهيئة كبار العلماء بقوله - تعالى- حكاية عن نبيه الكريم: « قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ ..»، معلقًا: «هل يمكن أن يقال أن هضم النبي للطعام أو مرضه مثلًا يمكن أن يجري علينا، فالفعل هنا ليس أسوة، لأن حياة القلوب بيد الله وحده، ليس بيد النبي الشريف، ولا بيدنا نحن، وإنما الأسوة تكون في الفعل الاختياري المتعلق بشيء من الوحى.
وأشار المفتي السابق إلى قوله - سبحانه-: « لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا»، منبهًا: هذه الآية هي التي اعتمدنا عليها في الأخذ بأفعال النبي- صلى الله عليه وسلم- وهي الأصل، فلو تركنا الأفعال الجبيلة والحياتية منها، واتينا للأفعال الاختيارية لوجندها على قسمين، الأول مجملأ، كقوله - صلى الله عليه وسلم-: " خذوا عني مناسسكم".
واستكمل: أما المفصل، فهو توضيح كيفية الحج مثلًا، وهو جعل المسلمين الكعبة عن يديهم الشمال وغير ذلك، الذين لم ينكروا ذلك بجعلهم على أيديهم اليمين عند الحج؛لذا فان طريقة التفكير بأن أفعال النبي ليست بحجة في منهي الخطورة، لأنها قد تتسبب في تفتت الأمة، متساءلًا: « تصور مجموعة من الناس حجت وجعلت الكعبة عن شمالها، وآخرون جعلوها عن يمينهم؟!».
وأردف أن هذا ينطبق أيضًا على باقي العبادات والمعاملات، كقوله - صلى الله عليه وسلم-: " صلوا كما رأيتموني اصلي"، فهو ضابط لمنع شر كبير، وهذا الضابط يؤدي إلى وحدة الأمة وتأليف القلوب، وتقليل النزاع والصدام، والخلاف المزري لو أننا لم نعتمد هذا.