روت الدكتورة ميرفت السيد وكيل مديرية الصحة بالإسكندرية المديرة السابقة لمستشفى العجمي النموذجي، تجربتها الشخصية داخل أسوار المستشفى المخصصة لعزل الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد.
وكتبت دكتورة ميرفت السيد على صفحتها على الفيس بوك، إنها تروي لأول مرة تجربتها الشخصية وليست تجربة المرضى خلال 120 يومًا قضتهم داخل أسوار مستشفى العجمي، قائلة قضيت: "4 أشهر في مستشفى العزل ... اكتسبت فيهم خبرة 20 سنة قدام".
وأضافت السيد: "حياتي تغيرت في لحظة من البنت المتزوجة الطبيعية التي تشبه غيرها من النساء، ومقسمة حياتها بالتساوي بين أسرتها وشغلها ورفاهيتها، إلى واحدة معزولة في مستشفى، وتتحمل مسئولية مستشفى بفريق طبي معرض في ثانية للإصابة بفيروس كورونا، ومرضى حالتهم النفسية مدمرة من مرض مجهول، فضلًا عن بيانات مطلوبة من كذا جهة."
اقرأ أيضًا:
وأشارت السيد: "تليفوني تحول إلى سنترال أحاول أن أطمئن أهالي هتموت من القلق، وأسرتي التي بعدت عنها مرة واحدة، ووالدتي اللي كانت مقتنعة إني مصابة ولذلك تم اختبار بالذات لأعالج المرضى، لأولادي اللي كنت أتمنى أن أحضنهم، وإصابة في ركبتي في وسط الطريق ولكنني صممت إني أكمل، فضلًا عن معوقات وأزمات غير متوقعة والتزامات يوميه خاصة نواقص أدوية ومستلزمات مكافحة عدوى، وقصة مولد وانقطاع التيار الكهربائي وفرق طبية تتغير كل ١٤ يوما، لتبدأ معها من الاول وتدريبهم ... وبروتكول علاج يتغير ويتحدث.
وقالت: حزنت كثيرًا لسماع كلام من قبيل "يا بختها قاعدة في المستشفى بتعمل ايه ...والوزارة تجيب لهم شكولاتة وجاتوهات ليه...وإعلام وصحفيين يكتبوا عنهم كمان.. وأتصور صورة من خلف القضبان هيه واسرتها تبقى تريند".
وأكدت: تركت بيتها وأولادها لواجب وطني ما تتحملهوش أى ام وما يتحملوش أي زوج ..ومناسبات واعياد محستش بيها ..وضغط نفسى وعصبى وتوتر والتزامات ...وتقريبا من غير أى فريق إداري يساعد ...لا وكيل مستشفى ولا نائب مدير واعداد محدودة من الإداريين اللي اطحنوا معايا ..لمعركة مع مرض مجهول وكنت بشتغل معاهم بإيدى وبمر عليهم شبه يومي ومرضى مكتئبة مقفول عليهم غرف بعاملهم كلهم كأنهم أهلي وأتصور معاهم فيديوهات وابعتها لأهلهم ...وحالات إنسانية مختلفة وإصابات اطقم طبية ..انا نفسى كنت معرضة للإصابة فى اى لحظة ..لأزمات اول مرة في حياتي اتعرض لها".
وأضافت: الناس تبان على حقيقتها في وسط الأزمة كنت فاكراهم أقرب الناس ليك.. وناس تانية تطلع بمليون راجل تقف جنبك من غير ما يكون بينك وبينها سابق معرفة ولا هتستفيد منك حاجة ...وهجوم غريب وسط الطريق وناس تراهن على فشلك من غير أي مبرر ...قصاد كده دعوات مرضى كنت فى لحظات بنهار من العياط من كلامهم واسجد لربنا واشكره أنه خلانى سبب فى شفائهم وقت مرضهم وضعفهم.
وتابعت السيد: "كنت فاكرة إني لما اترقى لوكيل مديرية الصحة واخرج من العجمي أن القصة انتهت، وأخد على الأقل شهر اجازة ... ولكن العكس القصة بدأت بس على مجال أوسع... وطلعت بسكراب المستشفى على المديرية لاستلام العمل .... اتكلف بملف كورونا على ١٠ مستشفيات بالإسكندرية...وبدأت مرور على المستشفيات واجتماعات مع مديري مستشفيات ومديري إدارات ...وبعدين لاء كمان ملف الأمراض المزمنة.. وكمان استعادة ملف قوائم الانتظار.. لكن الموضوع طلع كبير ده ملف قطاع علاجي كبير".