أوضح الدكتور على جمعة، مفتي الجهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أنه في نهاية السنة الثانية عشرة للبعثة النبوية المباركة، وفور بيعة العقبة الثانية، التي دعا فيها المسلمون من أهل يثرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وبقية المسلمين في مكة إلى الهجرة إليهم، وبعد أن تهيأت الظروف للهجرة؛ وجه رسول الله المسلمين إلى الهجرة للمدينة.
وأضاف « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أنه بعد ذلك تبع النبي - صلى الله عليه وسلم- المسلمين مع صاحبه أبي بكر الصديق، وأول مكان وصل إليه النبي- عليه الصلاة والسلام- هو قباء، فأقام فيها بضعة أيام وأسس مسجدها، ثم انتقل إلى المدينة ونزل في دار أبي أيوب الأنصاري، ثم أنشأ المسجد النبوي.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء: وبنيت له غرفة ملاصقة في الجهة الشرقية الجنوبية من المسجد، سكن فيها مع زوجته سودة وبناته، ثم بنيت غرفة أخرى عندما تزوج عائشة -رضي الله عنها- ووصل إلى المدينة كل من استطاع الخروج من مكة من المسلمين، ولم يبق في مكة من المسلمين غير المستضعفين والذين يكتمون إسلامهم.
ونبه المفتي السابق: ثم بدأت التغييرات الكبيرة في المدينة المنورة، فألغي اسم يثرب وصار طيبة، وطابة، والدار، ونشأ تجمع بشري جديد تآخى فيه المهاجرون والأنصار، وانتهت العداوة بين الأوس والخزرج، فأصبحوا أخوة في الإسلام وأسلم عدد قليل جدًا من اليهود وتقوقع الباقون في أحيائهم يكيدون للإسلام والمسلمين.
وواصل: فأصبحت المدينة متبوأ الإيمان، وحصينة الإسلام والمسلمين، حيث نقلها المصطفى - صلى الله عليه وسلم- نقلة تاريخية عالمية دينية، فأصبحت بدخوله حرمًا كحرم مكة، وأصبحت عاصمة الدولة الإسلامية الأولى، وتكونت الإمبراطورية الإسلامية والحضارة الإسلامية انطلاقًا منها، وأصبحت معظم طرق التجارة تحت سيطرتها وإدارة حكامها.
وأردف أنه زاد المدينة تشريفًابعد ذلك احتوائها على المسجد النبوي ثاني الحرمين الشريفين، وبما شهدته من أحداث ذات صلة وثيقة بانتصار الدعوة، وتكونت أول مدرسة ثقافية حضارية في الإسلام منطلقة من المسجد النبوي وما حوله، معتمدة على التوثيق والحياد العلمي والرحمة والحقائق، مما هيأ لتلك المدرسة أن تؤدي دورًا ثقافيًا عميق الأثر، وبالتالي شكلت النموذج الأمثل للعاصمة الثقافية.