ألمح دبلوماسي تركي إلى احتمال انسحاب تركيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إثر خلافات نشبت بين أنقرة وعدد من دول الحلف، في مقدمتها فرنسا، حول عدد من المسائل بينها التدخل في ليبيا ومخالفة قواعد الحلف بشراء صواريخ روسية.
وبحسب موقع "واشنطن فري بيكون" الأمريكي، تساءل السفير التركي لدى فرنسا إسماعيل حقي موسى عما سيصيب قدرات حلف الناتو في غياب تركيا، زاعمًا أنه "لن يكون هناك حلف ناتو بدون تركيا".
وأوضح الموقع أن الخلاف بين تركيا والحلف بدأ بانحراف لأنقرة عن مبادئ الناتو بشرائها منظومة صواريخ إس 400 من روسيا، الخصم الرئيسي للحلف، فضلًا عن شن السلطات التركية حملة شرسة ضد المعارضة في الداخل، ما سبب انزعاجًا لدول الغرب الديمقراطية الأعضاء بالحلف.
ويرى خبراء أن سلوك تركيا له آثار خطيرة على التحالف عبر الأطلسي، وقال سفير الاتحاد الأوروبي السابق لدى تركيا مارك بيريني إن "المشكلة الرئيسية بالنسبة لأوروبا هي روسيا. إن ازدواجية تركيا، بوضعها قدما واحدة في كل معسكر، هو ما يثير القلق".
وأضاف بيريني أن الكثيرين يعتقدون أن "تركيا تبتعد عن القيم التي قالت ذات مرة إنها تشاركها مع الاتحاد الأوروبي والتحالف عبر الأطلسي".
ولم يكن السفير التركي لدى فرنسا وحده هو من ألمح إلى إمكانية انسحاب بلاده من حلف الناتو، ففي أواخر العام الماضي نبه نائب رئيس وفد تركيا إلى الجمعية البرلمانية للناتو والعضو بحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم أحمد براءت كونكار إلى أنه "يجب اعتبار مصالح الأمن القومي التركية واحدة من القضايا الأساسية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".
وحذر كونكار من أنه "إذا لم يكن ذلك مضمونًا ومتحققًا من خلال تحرك ملموس بالنسبة لتركيا فقد تحدث تصدعات جديدة داخل حلف الناتو".
وأضاف الموقع أن تعليقات سفير أنقرة لدى باريس تأتي وفي خلفيتها توتر متصاعد بين فرنسا وتركيا، ففي يونيو الماضي، حاولت سفينة فرنسية أثناء مهمة للناتو في شرق البحر المتوسطتفتيش سفينة شحن تنزانية يشتبه في أنها تتاجر بالأسلحة، لكن سفنًا حربية تركية تصدت للسفينة الفرنسية ومنعتها من تفتيش السفينة المشبوهة.
وشكك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في التزام تركيا بقواعد حلف الناتو، وكان قبل ذلك في أواخر العام الماضي، قد أكد استحالة استمرار عضوية تركيا في الحلف بسبب إصرارها على المضي في إبرام صفقة الصواريخ مع روسيا.