عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، لمواصلة معركته وتصعيده مع منظمة الصحة العالمية، إذ تحرك بشكل رسمي، لسحب بلاده من المنظمة الدولية.
وكان الرئيس قد كشف عن نواياه وعزمه بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية في أواخر مايو الماضي، متهمًا إياها بأنها تحت سيطرة الصين في أعقاب جائحة فيروس كورونا المستجد.
اقرأ أيضا:
وعلى الرغم من انتقادات الاتحاد الأوروبي ومنظمات أخرى، أكد ترامب أنه سينسحب من المنظمة التابعة للأمم المتحدة ويعيد توجيه الأموال التي يدفعها لها إلى مكان آخر.
واليوم، أخطر ترامب الكونجرس والأمم المتحدة، بانسحاب الولايات المتحدة رسميا من المنظمة، على الرغم من أن هذا الأمر سيستغرق عاما على الأقل، وفقًا لتقرير شبكة "بي بي سي" البريطانية.
وأكد السيناتور الديمقراطي روبرت مينينديز على حسابه بموقع تويتر، إن الكونجرس تلقي بلاغا رسميا من الرئيس بهذا الصدد في خضم وباء كورونا.
وانتقد مينينديز ترامب قائلا إن تعامل ترامب مع أزمة فيروس كورونا كان "فوضويا"، لافتا "لن يحمي مصالح الولايات المتحدة ولا حياة الأمريكيين".
فيما أفاد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة أبلغتها بانسحابها اليوم، وبذلك تنتهي عضويتها اعتبارًا من 6 يوليو 2021.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لشبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية إن واشنطن قدمت تفصيلا بالإصلاحات التي ترغب أن تجريها منظمة الصحة العالمية، لكن الأخيرة رفضت التعامل.
وأضاف المسؤول "نظرا لفشلهم في إجراء الإصلاحات المطلوبة والمطلوبة بشدة سننهي علاقتنا اليوم".
وتعد الولايات المتحدة هي أكبر مساهم منفرد لوكالة الصحة العالمية، إذ قدمت أكثر من 400 مليون دولار في عام 2019، أي حوالي 15٪ من ميزانيتها الإجمالية.
وبموجب قرار صادر عن الكونجرس عام 1948، يمكن للولايات المتحدة أن تنسحب من المنظمة، لكن عليها أن تعطي تنبيها لينتهي عضويها بعد عام وعليها دفع الرسوم المستحقة، هكذا أكد دوجاريك ضرورة وجوب استيفاء هذه الشروط.
وبهذا الانسحاب سيتم التشكيك في الجدوى المالية لمنظمة الصحة العالمية ومستقبل برامجها العديدة التي تعزز الرعاية الصحية ومعالجة الأمراض.
وكان ترامب أعلن لأول مرة في أبريل الماضي أنه سيوقف التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية ما لم تقم "بتحسينات جوهرية" في غضون 30 يومًا.
وفي أواخر شهر مايو، أكد أن بلاده ستنهي علاقتها مع منظمة الصحة العالمية وتوجه أموالها إلى جمعيات خيرية عالمية للصحة العامة.
وأضاف أن العالم يعاني الآن نتيجة سوء تصرف الحكومة الصينية، مستطردا أنها دفعت بجائحة عالمية.
واتهم ترامب الصين بالضغط على منظمة الصحة العالمية "لتضليل العالم" بشأن الفيروس، دون تقديم أدلة على إدعاءاته.
واعتبر أن الصين لديها سيطرة كاملة على منظمة الصحة العالمية.
وعلقت عدة دول بما في ذلك ألمانيا والمملكة المتحدة، عدم اعتزامهم سحب التمويل من منظمة الصحة العالمية، التي أطلقت مبادرة عالمية لتطوير لقاح ضد Covid-19.
وبعد إخطار ترامب الكونجرس، علق الديمقراطيون على قرار الانسحاب بأنه غير مسؤول وغير مدروس، مشيرين إلى أنه يأتي مع تفشي الوباء، مؤكدين أن التعاون الدولي أمر حيوي لمواجهة الأزمة.
فيما أكد جو بايدن المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية، أنه سيعود إلى منظمة الصحة العالمية على الفور في حالة فوزه، وفقا لصحيفة "يو إس إيه توداي".
ومن جهتها قالت جايل سميث، مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهي جمعية تركز على تحسين الصحة العالمية والقضاء على الفقر: "يجب على الولايات المتحدة استخدام نفوذها لتقوية منظمة الصحة العالمية وإصلاحها، وليس التخلي عنها في وقت يحتاج فيه العالم بشدة".
ويأتي الانسحاب الرسمي في الوقت الذي تقترب فيه الولايات المتحدة من تسجيل 3 ملايين إصابة بفيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى أكثر من 130 ألف حالة وفاة، وفقًا لبيانات جامعة جونز هوبكنز.
وكان منتقدون لـ ترامب أكدوا أن الهجوم المستمر من قبل ترامب على منظمة الصحة العالمية هي محاولة لصرف النظر عن سوء إدارته وتعامله مع فيروس كورونا المستجد، واحتلال أمريكا المرتبة الأولى في عدد إصابات ووفيات كورونا عالميًا.