الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفضل أنواع الذكر عند الله .. يغفل عنه الكثيرون

أفضل أنواع الذكرعند
أفضل أنواع الذكرعند الله .. يغفل عنه الكثيرون

أفضل أنواع الذكر عند الله يغفل عنه الكثيرون رغم أن الذكر لله يعد من أفضل القربات وأجلها، فقد الله -تعالى- رغب عباده بذكره، وأمر بذلك ورتب عليه الأجور العظيمة و الفضائل الجليلة في الدنيا والآخرة، كما كثرت الأدلة على ذلك من كتاب الله- تعالى- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ، منها قوله - تعالى-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا  وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا»، «وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا»، « أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ »، فالذكر علامة على حياة قلب صاحبه، وفي الحديث المتفق عليه عن أبي موسى- رضي الله عنه- قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»، وفي حديث آخر: « إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء، قيل يا رسول الله: وما جلاؤها؟ قال: كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن»، رواه البيهقي.


أفضل أنواع الذكر عند الله: 

أفضل أنواع الذكرعند الله باتفاق أهل العلم هو القرآن الكريم، والأفضل أن يجمع المسلم بين أفاضل الأعمال، والتي هي قراءة القرآن والأذكار إذا تمكن من ذلك، والذكر إن كان في مكانه فهو أفضل من قراءة القرآن، كون وقت قراءة القرآن واسع غير مقيد، أما الأذكار الشرعية فهي مقيدة بوقت وتفوت بفواته، وأفضل الذكر بعد القرآن الكريم هو: « لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، لا إله إلا اللهُ وحده». 

أفضل أنواع الذكر لله:

نص أهل العلم على أن من أفضل أنواع الذكر لله ذكر اللسان مع حضور القلب، فإن تجرد اللسان بالذكر فقط كان أدنى مراتبه، قال القاضي عياض: « ذكر الله ضربان: ذكر بالقلب فقط، وذكر باللسان أي مع القلب، وذكر القلب نوعان، وهو أرفع الأذكار، وأجلها التفكر في عظمة الله وجلاله وآياته ومصنوعاته العلوية والسفلية. والثاني: ذكره تعالى بمعنى استحضاره بالقلب عند أمره ونهيه، والأول من هذين أفضل من الثاني، والثاني أفضل من الذكر باللسان، أي مع القلب، وأما الذكر بمجرد اللسان فهو أضعف الأذكار، وإن كان فيه ثواب، كما جاءت به الأخبار». 

حكم الذكر:

الذكر إما أن يكون واجبًا كتكبيرة الإحرام، أو أن يكون مستحبًا، فالذكر مرغب فيه في كافة الأحوال، إلا تلك التي استثناها الشرع، كالذكر أثناء سماع الخطبة، أو الذكر عند الجلوس لقضاء الحاجة، وقد نهى الله - تعالى- عن الغفلة عن الذكر ونسيانه، وأمر به، وعلق فلاح العبد بالإكثار منه واستدامته، وأثنى - تعالى- على أهل الذكر، ومما يجب منه أذكار الصلاة، وتكبيرة الإحرام، وتلاوة القرآن، والآذان، والإقامة وجوبًا كفائيًا، والأفضل أن يحافظ المسلم على الأذكار بعد الصلاة، وأذكار الشراب والطعام، والدخول والخروج، ونحوها.


فضل ذكر الله:

ذكر الله أفضل الأعمال والخصال وأزكاها وأحبها إلى الله -تعالى-، والذاكرون سباقون في ميادين السير إلى ربهم -جل وعلا- وإلى اليوم الآخر، وأعد الله لهم المنزلة الكريمة والثواب الجزيل، وفيها طمأنينة القلب وهناؤه وسعادته، وهي اليسر الذي يأتي بعد العسر، والفرج بعد الهم، والفرج بعد الكرب، وبه تتيسر الأمور، وتتحقق الراحة في الدنيا والآخرة، يحفظ بها الله على عباده النعم الموجودة، ويعطي النعم المفقودة، وتُحط بها الأوزار، وتكفر بها السيئات، ورفع الدرجات، وتعلو مكانة العبد ومنزلته عند الله، وذكر الله يطرد الشياطين، ويخلص العبد من الوساوس والشرور والمكائد، ولا تكلف هذه الأذكار العبد مشقة أو جهدًا، إلّا أن ثوابها عظيم، وهي محبة عند الله -تعالى-.

أفضل الذكر بعد القرآن الكريم:

ذهب العلماء إلى أن أفضل الذكر الوارد بعد القرآن الكريم توحيد الله بقول: "لا إله إلا الله"، وذهب العلماء إلى ذلك الرأي لحديثٍ ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: «أفضلُ الذِّكرِ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأفضَلُ الدُّعاءِ الحمدُ للهِ». 

العمل بمضمون لا إله إلا الله:

فضائل كلمة التوحيد كثيرةٌ عظيمةٌ لا تُعد ولا تُحصى؛ فهي سبب دخول الجنة إذ تضع العبد على أبواب التوحيد، لكن على العبد بالمقابل أن يكون قد عمل بمضمون كلمة التوحيد، وحقق شروطها حتى ينال فضلها، وشروط كلمة التوحيد التي لا تُقبل إلّا بها سبعةٌ؛ وهي:

1.العلم بمعناها، فلا جهل بعد ذلك العلم. 

2.اليقين الحقيقي بها حتى ينتفي الشكّ من القلب. 

3. الصدق بها حتى ينتهي الكذب.

4. الإخلاص لها؛ منافاةً للرياء.

5. المحبة فيها؛ فلا بُغض معها.

6. الانقياد تحتها.

7. القبول بمضمونها.


فوائد ذكر الله:

1. نيل الجنة بإذنه - سبحانه-، وهي أعظم فضلٍ من فضائل الذكر.

2. شعور العبد بطمأنينة قلبه وطهارته.

3. نيل العبد معيّة الله -سبحانه- إذا كان ذاكرًا له. 

4. الفلاح والنجاح في شؤون الدنيا والآخرة، فبذكر الله -تعالى- ينجو العبد مما يخاف، ويحقق ما يرجو، وذلك معنى الفلاح.

5. فوز العبد بذكر الله -تعالى- له. 

6. نجاة العبد الذاكر من شر الشيطان. 

7. نجاة العبد من عذاب الله - تعالى-، ومن حر الآخرة أيضًا.

8. زحزحة العبد من الوقوع في الغفلة.

درجات الذكر:

ذكر الله له درجاتٌ ثلاث، كما قال ابن القيم، وهي:

1. الذكر الظاهر: وهو إما ثناءٌ، أو رعايةٌ، أو دعاءٌ، فذكر الثناء كقول: «سبحان الله»، وذكر الدعاء كقول: «رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ»، وذكر الرعاية كقول: «الله معي». 

2. الذكر الخفي: وهو التخلص من القيود، والبقاء مع الشهود، واستمرار المسامرة.

3. الذكر الحقيقي: وهو ذكر الله -سبحانه- للعبد، وما سُمي حقيقيًّا إلّا لنسبته إلى الله -تعالى-.


كيفية الذكر: 

يأتي الذكر على ثلاثة أشكالٍ، ويتحقق بها، وهن:

1. ذكر القلب: ويتضح بالخضوع لله سبحانه، والاعتقاد بوحدانيه، واستحقاقه للعبادة، واليقين بكمال صفاته وجلال أسمائه - جل وعلا-، ويكون بالاستسلام له في سائر الشؤون، وصدق التوكل عليه، والخوف منه، ورجائه.

2. ذكر الجوارح: ويظهر في الامتثال بطاعة الله سبحانه، والانتهاء عن نواهيه، وحفظ السمع والبصر عمّا حرّم، والغضب عند انتهاك حرماته، والانشغال عمومًا بعبوديّته تعالى.

3. ذكر اللسان: ويكمن بتلاوة القرآن الكريم ودوام شكره والثناء عليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإفشاء السلام، وتعليم الجاهل والإصلاح بين الناس، وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي تُؤدى باللسان.


مواطن الذكر:

الذكر له مواطن كثيرةٍ، منها: حال الجهاد وملاقاة الأعداء، وأدبار الصلوات التي هي من أعظم العبادات، وبعد صلاة الجمعة، وفي مناسك الحج أثناء أعمال الحجيج. 

المفاضلة بين قراءة القرآن وسائر الأذكار:

يذكر العلماء حين السؤال عن المفاضلة بين قراءة القرآن الكريم وسائر ألفاظ الذكر الواردة في السنة والقرآن؛ أن الفضل في كليهما، بحسب الوقت والحال الذي يمر به العبد، فهناك بعض الأوراد والأذكار التي وردت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- تُقال في وقتٍ مخصوصٍ لها الأولوية على قراءة القرآن في وقتها، كالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سائر يوم الجمعة، أو الترديد مع المُؤذن وقت النداء، أو أذكار بعد الصلاة، فتلك الأولى فيها أن يردد العبد الأذكار على أن يقرأ القرآن، وما تبقى من وقته الواسع يتّسع لتلاوة القرآن الكريم ونيل فضله العظيم.