قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار الهلماء بالأزهر الشريف، إن مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، هي المدينة المنورة والتي نورها المصطفى - عليه السلام- بهجرته الشريفة إليها، وهي طيبة، وطابة، ويثرب، والدار.
وأضاف « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن تلك البقعة المباركة التي تقع في الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية الآن، شرقي البحر الأحمر، الذي يبعد عنها حوالي 250 كيلو مترًا، وتمتد بين خطي طول (30َ- 36ْ و 15َ- 42ْ شرقًا)، ودائرتي عرض (30َ -22ْ و 30َ 27-ْ شمالًا).
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء: وتبلغ مساحتها نحو 153.8 ألف كم2، وهو ما يعادل 6.72% من إجمالي مساحة المملكة، وهي محاطة من الغرب بجبل الحجاج، وجبل سلع من الشمال الغربي، وجبل العير من الجنوب، وجبل أحد من الشمال.
وتابع المفتي السابق: "تقوم المدينة المنورة على هضبة جبلية مسطحة عند تقاطع ثلاثة أودية هي : وادي العقل، ووادي العقيق، ووادي الحمض، مما نجم عنه وجـود مساحات كبيرة خضراء، وسط منطقة جبلية جافة في مظهر جغرافي بديع".
ونبه إلى أنه بإلقاء نظرة تاريخية سريعة عن تاريخ المدينة المنورة قبل الإسلام، وهي لمحة مهمة، لنعلم ماذا أحدثت الهجرة النبوية في المدينة:تذكر لمصادر التاريخية أن (يثرب) اسم لرجل من أحفاد نوح -عليه السلام-، وأن هذا الرجل أسس هذه البلدة فسميت باسمه.
وأشارالدكتور على جمعة، في وقت سابق، إلى أنرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليس في حاجة إلى أن نصلي عليه، بل نحن في حاجة إلى أن نصلي عليه، حتى يكفينا الله همومنا، ويجمع علينا خير الدنيا والآخرة، ويغفر لنا ذنوبنا.
وأفاد «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك»، أنه قد يسأل سائل كم نصلي علىالنبي- صلى الله عليه وسلم- في يومنا وليلتنا، ونقول: " لا حد للصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم-"، فينبغي على المسلم أن يجتهد في الصلاة عليه قدر المستطاع، وإن استطاع أن يجعل ذكره كله في الصلاة على النبي فهو خير له.
وأبان: فهذا الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم- : (قلت : يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال : ما شئت. قال : قلت الربع ؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت : النصف؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال : قلت فالثلثين؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك)، [رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح].
وأكمل أنه هكذا نرى أن إنفاق كل مجلس الذكر فيالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-خير عظيم، حث عليه رسول الله، ويؤكد هذا المعنى ما رواه أبي بن كعب كذلك قال : (قال رجل : يا رسول الله، أرأيت ان جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : إذا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وأخرتك)، [رواه أحمد].
وألمح أنه تجوز الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- بأي صيغة، المهم أن تشتمل على لفظ الصلاة على النبي، أو صلي اللهم على النبي، حتى وإن كانت هذه الصيغة لم ترد، وإن كانت الصلاة الإبراهيمية أو الصيغة الإبراهيمية في الصلاة على النبي هي أفضلها، فقد اهتم الصحابة رضوان الله عليهم أن يعرفوا صيغة الصلاة عليه فقالو : (يا رسول الله, أما السلام عليك فقد عرفناه, فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صلِّ على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد, وعلى آل محمد, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد).
واختتم أنالصلاة على النبيمفتاح الخيرات، ومرقاة الدرجات، وسبب السعادة في الدنيا والآخرة، فبها تطهر النفس، ويسلم القلب، وينجو العبد، ويغفر له ذنوبه، ويقبلها الله حتى من غير المسلم، وذلك لتعلقها جنابه الجليل، وليس معنى أنه يقبله منها، أنه يثيبه عليها؛ فالثواب وقبول العبادة فرع على التوحيد، وإنما معنى قبولها من غير المسلم أنه إذا طلب من الله أن يصلي على نبيه ويرحمه ويرقيه في درجات الكمال، فإن ذلك سيحدث للنبي - صلى الله عليه وسلم-، ولكن بغير ثواب له لافتقاده شرط التوحيد.