قبل أيام قليلة من عيد الفطر المبارك، كانت أسرة الحاج محمدعبدلله العويضى أحد القيادات بمركز قوص، على موعد مع الحزن، برحيل ابنها عمرو بعد صراع مع فيروس كورونا المستجد، لكنها لم تكن آخر الأحزان والأوجاع داخل الأسرة الهادئة التى اشتهر أبنائها بخدمة الأهالى من خلال مواقعهم بشركة السكر.
وبعد 45 يومًا تجددت الأحزان مرة أخرى فى البيت الهادىء، لكنها كانت بمثابة صاعقة هزت أرجاء مدينة قوص، بل محافظة قنا بأكملها، بعدما، أعلن مستشفى الحجر الصحى بالأقصر، عن وفاة أيمن الشقيق الأكبر لعمرو، و بعدها بساعة واحدة تم الإعلان عن وفاة الشقيق الثانى أمجد مصابًا بفيروس كورونا، لتكتمل المأساة و تحاصر الأحزان أرجاء العائلة.
بعد ساعات قليلة تم إحضار جثمانى الفقيدين من محافظة الأقصر، ليتم مواراة جثماني الشقيقين بمقابر الأسرة بمركز قوص فى مشهد مهيب من المشاركين فى الجنازة، وسط صرخات لا تنقطع من أسرتهما التى مازالت تشعر بأنها تعيش فى كابوس مؤلم اسمه كورونا.
الأحزان لم تكن وحدها التى خيمت ورسمت ملامحها بقوة على وجوه أفراد الأسرة المنكوبة، لكن القلق والرعب يسيطر على الجميع، خوفًا من نفس المصير مع الفيروس الغامض الذى قضى على رجال الأسرة و جرد العائلة من سفرائها، فيما يعيش الأطفال حالة هلع تعجز الكلمات عن وصفها.
حالة الرعب والهلع لم تتوقف على الأسرة المنكوبة، فالأهالى و المحيطين يعيشون نفس الحالة منذ تشييع جثمان الفقيدين، خوفا من الإصابة بالفيروس القاتل الذى حاصر المنطقة و أفقدها أجمل أزهارها، و أصبح بمثابة طائر كئيب يحلق فوق رؤوس الجميع.
ويقل محمد العويضى" ابن عم الأشقاء الثلاثة"، إن الكارثة التى نعيشها بدأت بوفاة عمرو بفيروس كورونا المستجد فى نهاية شهر رمضان الماضى، بعدها أصيب شقيقه الأكبر أيمن بالفيروس، و بعدها شقيقه أمجد، و بعد فترة حدث تأخر لحالتهما الصحية، إلى أن تفاقمت الأمور وتوفى أمجد و بعده أيمن خلال ساعة واحدة داخل مستشفى العزل الصحى بالأقصر.
اقـرأ أيضًا:
وأضاف العويضى، أنه منذ وفاة الشقيقين ومن قبلهما شقيقمها الأصغر، والمنطقة بل مدينة قوص بأكملها تعيش حالة من الأحزان الممزوجة بالخوف والقلق، كما أصبح الصمت عنوان للمنطقة التى يقطنها ضحايا الفيروس القاتل.
جدير بالذكر أن الشقيق الأكبر أيمن محمد عبدالله العويضي، يعمل عضو مجلس إدارة بشركة الصناعات التكاملية للسكر بقوص، فيما يعمل شقيقيه أمجد و عمرو ، موظفان في مصنع سكر قوص، و يحظون جميعا بمحبة وتقدير من أهالى مركز قوص، لمشاركتهما الأهالى فى مناسباتهم المختلفة.