مع انتشار جائحة كورونا بالعالم توالت الدراسات التى تناولت الفيروس بالبحث والتحليل لشرح أعراضه وظواهره وطرق انتشاره.
وفى بعض الأحيان تباينت تلك الأبحاث، واختلفت نتائجها وأحيانا تضادت بشكل كامل، ما خلق حالة من الخلاف بين العلماء حول طرق التعامل مع الفيروس وهو أمر مقبول علميا نظرا لحجم انتشار الفيروس وسرعة انتشاره .
مع انتشار الفيروس بدات منظمة الصحة العالمية تضع أطرا لكيفية التعامل معه، وتطلق تحذيرات ونصائح لطرق مواجهته، كما أطلقت العديد من النشرات حول طبيعية الفيروس وكيفية انتقاله وانتشاره.
تعرضت الصحة العالمية لكثير من الهجوم والانتقاد على طريقة ادارتها لأزمة كورونا ووصل الأمر بالولايات المتحدة لاتهام المنظمة بالتؤاطو مع الصين فى أزمة كورونا قبل أن تتخذ واشنطن قرارا بوقف الدعم الأمريكي عن المنظمة.
وخلال الساعات الماضية،حدث جدلا جديدا حول طريقة تعاطي المنظمة مع الأزمة التى غيرت شكل العالم وهددت اقتصاديات دول كبري فى ظل وجود أكثر من 500 ألف حالة وفاة بفيروس كورونا وأكثر من 11 مليون مصاب حول العالم.
وبحسب وكالة رويترز فقد شن مئات العلماء أمس هجوما على الصحة العالمية متهمين المنظمة بالفشل في إصدار تحذيرات في الوقت المناسب حول وباء كورونا.
ووجه 239 عالمًا من 32 دولة وجهوا رسالة لمنظمة الصحة، قدموا خلالها أدلة تظهر أن الجسيمات الصغيرة من الفيروس قادرة على أن تطفو لفترات طويلة ومساحات بعيدة ومن ثم إصابة الإنسان.
وأظهر خطاب هؤلاء العلماء المفتوح الذي سينشر الأسبوع المقبل في دورية علمية، أن التوجيه الذي أصدرته المنظمة مع بداية الوباء تجاهل الأدلة المتزايدة على أن الجسيمات الأصغر في الهواء يلعب أيضًا دورًا هامًا في انتقال العدوى.
ويعتقد أصحاب هذه النظرية أن الجسيمات الصغيرة جدًا أو ما يعرف بالهباء الجوي يمكن أن تطفو في الهواء لفترات طويلة وتتنقل عشرات الأقدام في الأماكن المحصورة أو التي لا يتم تهويتها بشكل مستمر، وذلك على الرغم من الحفاظ على التباعد بين الناس.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد حسمت ذلك الجدل الذي أثير في الأونة الأخيرة بشأن انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" عبر الهواء.
وذكرت المنظمة فى مارس 2020 أنه لا يوجد أي دليل علمي على انتقال فيروس كورونا المستجد عبر الهواء، موضحةعبر حسابها على موقع تويتر، أن كورونا ينتشر عن طريق القطيرات والمخالطة ويمكن منعه بنظافة اليد والجهاز التنفسي والمباعدة الاجتماعية.
من جانبه أكد د.إسلام عنان خبير اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة أن فيروس كورونا لا ينتقل بالهواء.
وقال عنان لـ صدى البلد ان الفكرة التى تتحدث عن ذلك مجرد إعادة نشر لدراسة قديمة جدا، لافتاخف أن الشخص المصاب بـ كورونا عندما يسعل أو يكح يخرج من فمه رذاذ يكون حامل للفيروس، ثبت علميا أن هذا الرذاذ يصل لمسافة مترين، هذا الرذاذ يكون كبير الحجم وقدرته على العدوي كبيرة جدا.
كما يخرج منه رذاذ أخر صغير الحجم يظل عالق فى الهواء لـ مسافة 8 متر ثم يتبخر، لافتا أن الخلاف بين العلماء كان فى مدى قدرة الرذاذ صغير الحجم على نقل العدوي.
وشدد على أن المؤكد ان الرذاذ كبير الحجم شديد العدوى، أما صغير الحجم فقدرته على العدوي ضعيفة للغايةموضحا أن الفيروس يحتاج أن يكون بكمية كثيفة ليستطيع اقتحام الجسم مما لا يتوفر في الرزاز صغير الحجم ، مشيرا إلى أن العدوى من الرذاذ صغير الحجم لا يمكن اثباتها حتى الان ولكن يمكن قياسها من ناحية انتشار المرض، فلو كان كذلك لكان عدد المصابين بكورونا حول العالم مئات الملايين وليس 11 مليون فقط كما هو الحال الأن.
لا يوجد دليل أن #COVID19 ينتقل بالهواء. بل ينتشر عن طريق القطيرات والمخالطة ويمكن منعه بنظافة اليد والجهاز التنفسي والمباعدة الاجتماعية. على مقدمي الرعاية الصحية اتباع احتياطات العدوى المنقولة بالهواء أثناء إجراءات توليد الهباء الجوي أي حين يمكن للفيروس البقاء فترة أطول في الهواء pic.twitter.com/lKmGvkW0Pe
— WHO EMRO (@WHOEMRO) March 23, 2020