فارقت الفنانة القديرة رجاء الجداوي، ملكة الاناقة والاتيكيت، الحياة، أمس الأحد تاركة رصيدا كبيرا من الحب في قلوب محبيها، بحضورها الملائكي وكاريزمتها الواضحة.
انهت الجداوي حياتها داخل غرفة العناية المركزة بمستشفي ابو خليفة للعزل وبعد توقف عضلة القلب وسيطرة فيروس كورونا اللعين من الرئة لتنهي ٨٦ عاما من حياتها بصراع استمر نحو ٤٣ يوما من العزل والالم والوحدة، ليكون القران والاستغفار ونيسها.
وكانت رجاء الجداوي أجرت تحليلها الأول يوم 27 مايو الماضي وأثبتت التحاليل إيجابية إصابتها بفيروس كورونا المستجد، بعد أن شعرت في 28 رمضان الماضي بارتفاع درجة الحرارة والتي وصلت لـ39 درجة، وبعدها أجرت التحاليل التي أثبتت إيجابية إصابتها.
ونقلت للغرفة 212 بالدور الثاني في مستشفى عزل أبوخليفة لتلقي العلاج اللازم، وتدهورت حالتها ووضعت إثرها بالعناية المركزة، بعد أن عانت من نقص في نسبة الأكسجين في الدم، تراوح نسبته بين 87 إلى 89%، ووضعت "ماسك فنتوري" للأكسجين، ووضعت على جهاز تنفس صناعي "سباب" غير تدخلي، ومع تدهور حالتها وضعت على أنبوبة حنجرية، ولفظت أنفاسها الأخيرة في الساعة الخامسة والنصف فجر امس الاحد.
تقول فتحية شعبان ممرضة الجداوي داخل عزلها بابو خليفة: كانت تلزم الاستغفار وسماع القران قبل فقدانها الوعي وكان بغرفتها تلفاز تشير دائما الي تحويله علي اذاعة القران الكريم.
وتضيف: كانت دائما ترفع إصبعها وتردد الشهادتين وتلتزم التسبيح.
وشهدت رحلة الجداوي في العزل علي مدار نحو ٤٣ يوما، مشاهد عديدة اغلبها مؤثر ومؤسف.
بين المشاهد المؤسفة، ما اثاره بعض من رواد الفيس اليوم بشان عزلها بغرفة VIP ، منتقدين تميزها في الحصول علي خدمة العزل الطبية، وهو ما اثر نفسيا عليها خلال فترة علاجها خاصة وانها كانت رقيقة المشاعر تحسن التعامل مع الصغير قبل الكبير - حسب المقربين.
وكانت اخر رسائل الجداوي لجمهورها، من خلال تسجيل صوتي، نشرته عبر صفحتها الرسمية، حذرتهم كعادتها من اهمال الاجراءات الاحترازية والإصابة بالفيروس اللعين او الاستهانة به.
وبين استقرار الحالة الصحية وتأثرها نفسيا وتدهورها، قضت الجداوي نحو ٤٥ يوما في وحدة وألم وعدم قدرة علي التواصل مع محبيها.
وحسب رواية ميس فتحية ممرضتها في العناية المركزة، انها كانت هادئة، صبورة، محتسبة، وراضية، حيث كانت دائما ما تردد الحمد لله، وعند قدرتها على الكلام، تطلب الاتصال بابنتها الوحيدة اميرة للاطمئنان عليها وعلي زوجها وحفيدتها.
انهت الجداوي صراعها مع فيروس كورونا اللعين، في مشهد مأساوي داخل تابوت حديدي، نقلها الي مثواها بمقابر البساتين بالقاهرة- حسب وصيتها، لتجاور خالتها الفنانة الراحلة تحيا كاريوكا، والتي كانت تعتبرها والدتها.
ولكنها هزت قلوبنا جميعا وأرعشتها بعد خروجها من التابوت في عازل بلاستيكي مدون عليه " احذر مصدر عدوي".
لتسطر بهذا المشهد المأساوي، السطر الاخير في حياة حافلة بالألم والهزائم والانتصارات، وتحتفظ من خلاله بالحب والتقدير والدعاء لها بالرحمة والمغفرة.
نعى الفريق الطبيبمستشفي ابو خليفة للعزل،الفنانة الراحلة رجاء الجداوي،بعبارات مؤثرة،
ووصف الفريق الطبي المعالج الفنانة الراحلة بأنها كانت ودودة وبسيطة وراقية، مؤكدين انها طوال رحلة علاجها بالعزل، كانت حريصة علي التواصل معهم.