الطاعون الأسود، أو الطاعون الدبلي، مرض خبيث يرتبط بذكريات مؤلمة مع القارة العجوز "أوروبا" التي فقدت 40 مليون مواطن بما يعادل ثلث سكان القارة؛ إثر جائحة كانت الأشرس في التاريخ.
الطاعون الدبلي هاجم أوروبافي القرن السابع عشر قادما من الصين، وانتقل إلى أوروبا عبر السفن التجارية القادمة من الشرق، وانتشر في أرجاءالقارة في غضون سنوات قليلة وبالأخصفي هولندا وإنجلترا.
الإنجليز كانوا الأكثرتأثرا بهذا المرض، حيث أثبتت روايات تاريخية أن لندن كانت المدينة الموبوءة التي عانت ويلات هذا المرض، فانتشر بها في بطئ شديد حتى تمكن من كل مفاصلها.
في عام 1665 بلغ عدد حالات الوفاة في لندن حدود 100 ألف وفاة، وبحسب الإحصائيات، فارق 15 بالمائة من سكان لندن الحياة بسبب الطاعون الدبلي او الطاعون الأسود.
وكما هو الحال أيضا، فيما يواجهه العالم بشأن كورونا اليوم، كان الأطباء عاجزين عن معالجة المرض بسبب عجزهم عن تحديد أسبابه واعتمادهم على طرق تقليدية كالفصد لعلاج المصابين، وكذلك اتباع أساليب الحجر الصحية البدائية.
ظهر مجددا في الصين
تحذيرات متواترة عمت كل أرجاء الصين اليوم الأحد، بعد ظهور حالة إصابة بـ "الطاعون الدبلي" حسبما أكدت وسائل إعلام محلية.
مدينة بايانور في منطقة منغوليا الداخلية بجمهورية الصين، كانت محلا لظهور الحالة الأولى حيث أصدرت تحذيرات من الدرجة الثالثة، بعد تسجيل إصابة بالطاعون الدبلي في إحدى المستشفيات، ومن المقرر أن تمتد فترة التحذير حتى نهاية العام.
وحذرت السلطات من خطر انتشار الطاعون في تلك المدينة، مطالبة السكان بتحسين وعيهم والإبلاغ عن أي حالة صحية غير طبيعية على الفور.
أعراضه تتشابه مع كورونا
الطاعون الدبلي مرض حيواني الأصل ينتقل من القوارض إلى الإنسان، وهو ما يثير المخاوف بشأن سهولة انتشاره في كافة أنحاء العالم، فـ لدغة برغوث مصاب لشخص قد تصيبه بالمرض على الفور.
وتتلخص اعراض المرض في الشعور بـالغرغرينا أو التنميل في الأطراف والتي تشمل أصابع اليدين والقدمين، والشفاة وقمة الأنف، إضافة إلى قشعريرة في الجسم، والشعور بسوء الصحة بشكل عام، ودرجة حرارة عالية، وتشنجات عضلية.
وكل ما سبق أعراض قد تصيب مريض الكورونا، بالغضافة إلى ظهور غدد لمفية متورمة على شكل أدبال ملساء على الرقبة وتحت الإبط.