منذ اندلاع الحرب داخل الدولة السورية ضد الإرهاب وجماعات الظلام، وكثير من الانتهاكات يتعرض لها أبناء الشعب السوري المُهجر في الكثير من دول العالم، ولا سيما الأطفال، وذلك نظرا للظروف القاسية التي يتعرضون لها في بلاد المهجر، وفي ظل غياب الرحمة والإنسانية.
ولكن الانتهاك هذه المرة كان وللأسف من أب افتقد لقلوب البشر واستبدله بقطعة من حجر، حيث استمع لرغبات زوجاته وأنزل سيلا من التعذيب على اثنين هما أقرب الناس إليه، وهما طفلاه "ولد وبنت"، لم يتجاوز عمر أكبرهما العشر سنوات، وذلك إرضاءً لامرأة هي الأخري افتقدت لأبسط العواطف الأنثوية.
ولكون الحقد يملأ قلبها من ناحية أولاد زوجها، لذا فقد حرصت الزوجة ذات الــ 31 من عمرها على شحن الأب من ناحية طفليه والمداومة على ضربهما ضربا مبرحا ومنع الطعام عنهما بدعوى التربية، ولكن هيهات هيهات فالقصد كل القصد هو كسب رضا الزوجة على حساب أطفاله المحرومون من والدتهما.
قوى الأمن بالدولة اللبنانية لم يشغلها الإجراءات والاضطرابات التي تحدث على أرض الواقع عن تلبية نداء هذين الطفلين ورد اعتبارهما نتيجة للعنف الأسري الذي تعرضا له على يد الأب وزوجته، حيث تحركت على الفور لنجدة الطفلين عقب تلقيهم البلاغ، حيث اكتشفت آثار تعذيب وجروحا في أنحاء الجسد، وكذلك في أماكن حساسة وآثار لـ"عضات" أسنان وازرقاق واحمرار وتورم واعتداء بآله حادة وسوء تغذية، وفق تقرير الطب الشرعي.
ولكونهما يفتقدان لكل مشاعر الرحمة والعطف، فقد أحالت الشرطة الزوجين إلى القضاء المختص لتطبيق العقوبة اللازمة بحقهما، مع إيداع الطفلين أحد المستشفيات لتلقي الإسعافات اللازمة وتقديم العناية الفائقة لهما، لحين وضعهما في إحدى الجمعيات المختصة للرفق والاعتناء بهما، وذلك وفق ما نص عليه الحكم القضائي.
وبذلك تكون الشرطة والقضاء اللبناني قد وضعت حدا للعنف الذي تعرض له الطفلان في مقر إقامتهما بمنزل الأب في بلدة بعاصير الشوف.