الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليست حاكمة النيل.. تعرف على دلالة تمثال نفرتيتي خلف وزير الخارجية

تمثال الملكة نفرتيتي
تمثال الملكة نفرتيتي خلف وزير الخارجية المصري

ظهر تمثال مستنسخ لـ رأس الملكة نفرتيتي، بجوار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال إلقاء كلمته، أمس الإثنين، خلال جلسة الأمن الدولي عبر «الفيديو كونفرانس»، وتداول مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي أن ظهور تمثال الملكة نفرتيتي بجوار وزير الخارجية خلال إلقاء كلمته يرمز إلى أنها ملقبة بـ «حاكمة النيل» بالتزامن مع قضية سد النهضة.

تواصل «صدى البلد» مع د. محمد حمزة المؤرخ والخبير الأثري، والذي أكد خلال حديثه أنه لم تحصل أي ملكة مصرية على لقب «حاكمة النيل» أو «ملكة النيل» على الإطلاق.

واستكمل عميد كلية الآثار ومساعد رئيس جامعة القاهرة السابق حديثه بأن حاكمة النيل لقب ليس له أساس من الصحة، موضحا أنه بمراجعة كل ألقاب الملكات لا يوجد ملكة أو ملك حصل على لقب متعلق بالنيل، وإنما مصر هي التي تم وصفها بصفات متعلقة بالنيل، مثل مقولة هيروديت الشهيرة حين زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد بأن «مصر هبة النيل».

ومن المعروف عن الملكة نفرتيتي أنها ساندت زوجها إخناتون في نشر مبادئه وديانة توحيد الآلهة في عبادة قرص الشمس آتون في تل العمارنة بالمنيا حاليا.
 
ويعد تمثال الملكة نفرتيتي في متحف برلين هو الأكثر شهرة، ولكن كل تماثيل عصر إخناتون كانت مميزة جدا، فعلى حد وصف المؤرخ المصري لـ «صدى البلد» تميز هذا العصر بالواقعية في نحت الصور والتماثيل، وأصبح النحت يظهر بشكل غير تقليدي ويعبر عنه بـ الواقعية والطابعية في فني النحت والرسم.

تمثال نفرتيتي
اكتشف هذا التمثال عالم الآثار الإنجليزي جون بندليبري في منطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا، وهو مصنوع بالكامل من حجر الكوارتز ومنذ اكتشافه وهو بهذه الحالة والرأس المقطوعة حتى عرف باسم «الرأس غير المكتمل لنفرتيتي»، ويعد هذا التمثال من القطع الجميلة المعروضة حاليا بالمتحف المصري.

ووجود التمثال مكسور فيرجع إلى تأثره بعوامل التعرية والظروف البيئية وظروف استخراجه، ولكنه مصنوع من الكوارتز الخالص، كما قال د. حمزة.

دلالة ظهور التمثال
أما عن اختيار التمثال ليظهر بجوار وزير الخارجية، وفقا لد. حمزة لـ «صدى البلد» إلى أنه يرمز إلى العراقة، تاريخ مصر الطويل، والترويج للسياحة المصرية خاصة وأن علم الآثار المصرية القديمة مفضلا لفئة كبيرة حول العالم، واصفا الملكة نفرتيتي بأنها واحدة من ملكات مصر المتميزات، وتمثالها المعروض في متحف برلين يعد الأجمل في العالم.

نفرتيتي في التاريخ المصري
وصفها زوجها إخناتون على إحدى لوحات حدود تل العمارنة بـ «مليحة المحيا، بهيجة بتاجها ذي الريشتين، تلك التي إذا ما أصغى إليها الإنسان طرب، سيدة الرشاقة، ذات الحب العظيم، تلك التي يسر رب الأرض صنعها».

لعبت نفرتيتي وينطق اسمها حسب كتابته باللغة الهيروغليفي «نفرت إيتي» أي الجميلة آتية، دورا هاما في الحياة الدينية والسياسية في مصر، وتميزت بجمالها وشخصيتها القوية، حتى أنها لقبت بـ «الزوجة الملكية العظمى»، «سيدة مصر العليا والسفلى» و«سيدة الأرضين».

ووفقا لما ذكر في كتاب «نفرتيتي.. الجميلة التي حكمت مصر في ظل ديانة التوحيد»، للمؤلفة جوليا سامسون، وترجمة مختار السويفي، يوجد لها العديد من رؤوس التماثيل والتي تعد من أروع الإرث الفرعوني، حيث اتسمت بجمال آخاذ، وملامح متناسقة، وعيون بيضاوية، أنف صغير، وشفاه ممتلئة كأنها أيقونة.

ونقش للملكة نفرتيتي الكثير من الرسومات بالمقابر الصخرية بمنطقة «تل العمارنة»، وأكثر من 35 ألف حجر من أحجار معبد آتون بالكرنك، دائما ما كان يقسم أخناتون بها قائلا: «بقدر ما يسر قلبي بالملكة وأولادها».