قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنالله ذكر قلب النبي - صلى الله عليه وسلم- في أكثر من موضع في كتابه العزيز، واشتمل الذكر الثناء عليه، فقال -سبحانه وتعالى- : «قُلْ مَن كَانَ عَدُواًّ لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ»، [البقرة : 97]،.
واستشهد « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» بقوله - سبحانه- : « وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» [آل عمران : 159]، وقال -تعالى- : « نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ» [الشعراء : 193 ، 194]، ].
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء: بل إن ربنا أثنى على قلب نبيه - صلى الله عليه وسلم- ثناءً عظيما عندما أثبت أن قلبه أقوى من الجبال في تحمل التنزلات الإلهية والوحي، فقال- سبحانه- : «لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» [الحشر : 21]، وقد أنزله الله على قلبه - عليه الصلاة والسلام- فتحمل ما لا يتحمل الجبل الأشم الراسخ.
وتابع المفتي السابق أن الله - عز وجل- خص فؤاده - صلى الله عليه وسلم- بالذكر في الكتاب العزيز بما اشتمل الثناء عليه، فقال- تعالى- : «مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى» [النجم : 11]، وقال سبحانه مبشرا له : «وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ» [هود : 120]، وقال -تعالى- في شأن إنزال القرآن منجمًا : «كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا» [الفرقان : 32].
وواصل الدكتور على جمعة أن الله - تعالى- ذكر الله يده الشريفة - صلى الله عليه وسلم- في سياق الأمر بالتوسط بين التقتير والتبذير، فقال -سبحانه وتعالى- : «وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ» [الإسراء : 29]، كما ذكر ربنا ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم- في سياق الامتنان عليه فقال -تعالى- : «الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ» [الشرح : 3].
ونبه: دل كل ذلك على أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان أكمل الناس أخلاقًا، وأجملهم صورة، وكان لرؤيته - عليه الصلاة والسلام- بهذا الجمال الخلقي والروحي والصوري أثر كبير في نفوس الناس برؤيته يرقي العبد في مراقي العبودية إلى الله مدارج لا يعلمها إلا الله.
وأكمل: هذا ما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يسمى الصحابي بهذا الاسم إلا بلقاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- واجتماعه به قبل انتقاله من الحياة الدنيا، وإن كان معه في عصره فقط لا يعتبر صحابي،فارتفع قدر الصحابة على رؤوس العالمين بسبب اجتماعهم به ورؤيتهم له -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك كانت رؤية صورته الشريفة في المنام من أكبر منن الله على العبد المسلم الصادق إذ يقول - صلى الله عليه وسلم- : «من رآني في المنام فقد رآني»، [متفق عليه].
وأردف: قد تعجب أصحابه من جماله ومدحوا ذلك الجمال فيه -صلى الله عليه وسلم-، من ذلك ما قاله قال حسان بن ثابت :وأجمل منك لم تر قط عيني ** وأكمل منك لم تلد النساء ،،خلقت مبرءا من كل عيب ** كأنك قد خلقت كما تشاء؛فكان هذا الجمال المزين بالجلال، والمكسو بجميل الخصال وحميد الخلال سببًا في دخول الإيمان قلب كل صادق غير متبع لهوى.