ظهر مصطلح التباعد الاجتماعي أولما ظهر من خلال وسائل الإعلام الفرنسية، حيث أصبح المصطلح منتشراً بين جميع دول العالم فيظل جائحة كورونا الوباء العالمى، وتختلف ثقافة التباعد الاجتماعيقبل ظهور جائحة كورونا بقرون عديدةحسب عادات وثقافات الشعوب المختلفة.
فنجد ان الشعوب العربيه بوجه عام تهتم بشكل مبالغ فى عادات التقبيل والاحضان والسلام باليد على القريب والغريب بمناسبةاو غير مناسبة.
فالشعوب العربية شعوب تعبر بالجسد عن الحميميةفى العلاقات من خلال التعبير الجسدى وعبارات المدح والترحاب بشكل أساسييعكس مدى الكرم والحفاوةفى العلاقات الانسانية .
ونجد أن شعوب أوروبا وأمريكايعبرون بأسلوبهمعن الترحاب بالعبارات اكثر ويحتفظون بمسافة من الحيز الشخصى والمكانى فى تعاملتهم اليومية، ولا يسمح لأحدبتجاوز تلك المسافات غير المقربين جدًا من بعض الاصدقاء والاهل والاحباب .
فالشعوب جميعها لها مجموعةمن العادات والتقاليد الاجتماعيةالتى تتوارثها جيل وراء جيل وتحافظ عليها وتتمسك بها حفاظا على هويتها الشخصيةالتى تميز كل بلد عن الأخرى.
ومع ظهور وباء كورونا المستجد منذ قرابة الست شهور الماضيين وما زلنانكافح من أجل البقاء ومازلنافيما يطلق عليه الحجر الصحى المنزلى خوفا من انتقال المرض بين الأفرادومازلنانعانى من فرض القيود والحظر والتباعد الإجتماعى بين الأشخاص.
ومازالت الحكومات والدول تحذر من التقارب بين البشر وفرض القيود الاحترازيةلتجنب الإصابةونقل العدوى ومنها التباعد وارتداء المسكات وغسل اليدين واستخدام الكحول عند ملامسةالأسطح.
وفى ظل كل هذا ومع استمرار انتشار الوباء وحصد الملايين من البشر اما بالاصابة أو بالموت ، نجد أن الفطرة الانسانيه فى خلق الانسان ككائناجتماعى محب للاجتماع والتأنس ببنى البشر والتواصل مع بنى جنسه ، اخذ الوان واشكال مختلفةنابعةمن المخزون الثقافى لكل دولة.
فنجد هناك من أساليبالتحايل والتكيف مع الوضع الراهن ظهرت فى العديد من دول العالم بعضها يدل على عمق الوعى وحب الذات والحفاظ على النفس وعلى الآخرين، وبعدها اخذ اشكال من اللامبالاة والاتكالية والأنانية وعدم الوعى الناتج عن انخفاض الحس الوعى الجمعى لأفرادالمجتمع .
فنجد بعض الأفرادمن الشعوب العربيه تعاملوا مع الوباء من منظور دينى فقط ، وأن الأمركله متروك للمولى سبحانه وتعالى كنوع من التواكل دون الأخذبأى إجراءاتاحترازيةلتجنب الإصابةبالمرض .
والبعض الآخرلجأالى الوصفات الشعبيةمن عند العطار كنوع من العلاج والوقايةمن المرض على الرغم من حيره العلماء بالمعامل للتوصل لعلاج للوباء الجديد .
وهناك من يرجع الأمركله لنظرية المؤامرةوان وراء الوباء مخطط عالمى للسيطرةعلى الدول وما يعرف بحروب الأوبئةوان لديهم العلاج الفعال ولكنهم ينتظرون الوقت المناسب للخلاص من جزء كبير من البشرية
وشريحه اخرى من البشر من أصحابالدخول المنخفضةاو ما يعرف بالعمالة اليوميةواصحاب المهن الحره تحايلوا على الوضع فى سبيل لقمة العيش وضربوا بكل الإجراءات الاحترازيةبعرض الحائط فمنهم من عمل باب خلفى للمقاهى وتم تقديم الشيشةوالمشروبات وتكدس المكان بالرواد دون أدنىاعتبار للوباء الجديد والخوف على حياة البشر ، ومنهم من فتح جراج منزله لاستقبال الطلبةوالطلبات لاعطاء الدروس الخصوصية بحجة الخوف على مستقبل الأبناءدون ادنى اعتبار لانتقال العدوى والإصابةبين الطلاب وبعض القرى بالمحافظات والمناطق الشعبيةاستمرت فى إقامةالصلوات فوق أسطحالمنازل وبجراجات العمارات وإقامة الأفراح وإقامةالجنازات وتقبل العزاء والتجمع فى المناسبات المختلفةدون ادنى مسؤوليةاجتماعيةاو اخلاقية.
أرىأن هناك بعض السلوكيات يجب ان نتمسك بها وندمجها فى ثقافتنا بعد زمن كورونا ، منها ثقافة النظافة الشخصيةالتى نستمدها من الدين الأسلامىوالدين المسيحى ونادت بها جميع الكتب السماوية، ثقافة غسل اليدين باستمرار سواء فى زمن كورونا او بعد زمن كورونا ، ثقافة العمل والانتاج والاجتهاد فى الحصول على لقمة العيش والبحث عن سبل غير تقليديةللانتاج وتأمينلقمة العيش ، ثقافة التباعد الاجتماعيمن خلال إعطاء مسافة بينك وبين الشخص الآخروهو ما يعرف بالأريحية فى التواصل بين الأفرادثقافة المسافة الآمنةبينى وبين من اتحدث معه فكلها من سلوكيات السلامةوالأمنالصحى فى التعامل بين البشر ، ثقافة الحفاظ على الملبس والادوات الشخصية بشكل نظيف طوال الوقت ، ثقافة الأكلالصحى وممارسة الأنشطةالرياضيةبشكل منتظم ، ثقافة الالتزام بالمنزل فى فترات الليل ماعدا ايام العطلات والاجازات ، تبنى أسلوبونمط حياةمختلف يتماشي مع التغير فى البناء الاجتماعى والثقافى الجديد بعد زمن الكورونا، وللحديث بقية .