قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد،إمام وخطيب المسجد الحرام، إنالمملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وولي عهده ، ترى من أوليات خدمتها الترحيب بالحجاج والعمار والزوار وقاصدي الحرمين الشريفين.
وأوضح «بن حميد» فيخطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، أنهاجعلت من خططها وسياستها استهداف استقبال ثلاثين مليون معتمر وزائر في العام خدمة للمسلمين تقديرًا لمشاعرهم ، وحرصهم ، وتعلقهم بالحرمين الشريفين، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين من أداء فريضة الحج، والعمرة ، والزيارة ، على أكمل وجه، من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتقديم أفضل الخدمات قبل وصولهم ، وأثناء إقامتهم، وحين مغادرتهم، تحقيقًا للصورة المشرقة، والحضارية، والريادية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين.
ونبه إلى أنه حين نزلت هذا الجائحة بالعالم كله اتخذت هذا الدولة المباركة اجراءات محكمة من أجل سلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها ، وبذلت في ذلك الغالي والنفيس مما يشهد به البعيد قبل القريب ، فقد أدارت هذا الأزمة بكفاءة عالية منقطعة النظير - فلله الحمد والمنة - ، ومن ذلك أنها علقت العمرة، وقد حظي هذا القرار بالترحيب من جميع المسلمين أفرادًا وهيئات ودولًا .
وأضاف أنه حينما جاء هذا الموسم الكريم موسم الحج، والجائحة لا تزال جاثمة على العالم كله، ومعدلات الإصابة فيه بازدياد، حرصت كل الحرص على إقامة شعيرة الحج متخذة أعلى الاحتياطات وأدق الإجراءات لتقوم هذه الشعيرة ، وقد استهدفت الدولة حفظها الله بهذا القرار أمرين هما: الأول: إقامة الشعيرة الثاني: المحافظة على أمن وسلامة الحجاج .
وأشار إلى أن الدولة وهي تتخذ هذه الإجراءات تستحضر حفظ الإسلام للنفس البشرية، كما تستحضر ما وجهت به الشريعة الغراء من اتخاذ الأسباب الوقائية وما يجب من احترازات من الأوبئة في مثل ما جاء في خبر الصحيحين في قوله عليه الصلاة والسلام صلى الله عليه وسلم: «فر من المجذوم فرارك من الأسد», وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يورد ممرض على مصح» , وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها , وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها" .
وتابع: ونظرت فيما يقوله المختصون في الشأن الصحي والاجتماعي من أن من أعظم أسباب انتشار مثل هذا الجائحة هو التجمعات والحشود البشرية، وأن التقليل منه هذه التجمعات هو الحل الأمثل - بإذن الله - حتى يأذن الله بارتفاعها مؤكدًا أن هذا الإجراء مؤقت مرتبط بسببه ، وهو هذه النازلة عجل الله برفعها .
ولفت إلى أنه بالنظر إلى أن الحرمين الشريفين وهما لم تتوقف صلوات الجمع والجماعة فيهما في هذه الأزمة في مقدمة مساجد المسلمين في أرجاء المعمورة كلها يستشعرون فيه المشهد الحضاري في اجتماع المسلمين وتآلفهم، فالقبلة قبلتهم أحياء وأمواتًا ، والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، والعمرة والزيارة من أعظم ما يتطلع له المسلمون .
واستطرد: ثم تأتي في هذا العصر الحاضر هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين ، وهي التي تعرف لهذين الحرمين الشريفين مكانتهما ومنزلتهما فقامت على رعايتهما وخدمتهما ، وبذلت الغالي والنفيس من أجلهما وأجل قاصديهما من الحجاج والعمار والزوار .
وواصل: من أهم أنواع الأمن والتطهير الأمنُ الصحي، واتخاذ الأسباب لمنع انتشار الأمراض والأسقام وبخاصة ما كان منها معديًا من: الأوبئة والطواعين وإن هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية وهي خادمة الحرمين الشريفين وراعيتهما والقائمة على شؤونهما مكانًا ومقدساتٍ وقاصدين من: المواطنين، والمقيمين، والحجاج، والمعتمرين، والزوار .