قال الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن أعظم النعم الدنيوية نعمة العافية في الأبدان ، ومنحة الصحة للإنسان ، نعم لا تساويها نعمة من نعم الدنيا مهما عظمت ولذت ، رزقنا الله جميعا والمسلمون الصحة والعافية.
وأوضح «آل الشيخ» في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي من المدينة المنورة، أنه لهذا لا يعرف حلاوة الصحة إلا من ذاق مرارة الأوجاع والأسقام - عافانا والله وإياكم من ذلك - ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ ».
قرأ أيضًا..
وأضاف أن السعيد الموفق من عرف النعم أثناء وجودها ، فقام بحقها وحس بقيمتها ، وإن أوجب الشكر على نعمة الصحة أن تستثمرها أيها المسلم في طاعة الله من أداء الواجبات والمحافظة على المأمورات ، والبعد عن القبايح والسيئات ، والمسابقة إلى النوافل والصالحات.
اقرأ أيضًا..
وتابع أن من أعظم نعم الله على العبد أن الله يجري له إذا مرض أجر ما كان يعمل وهو صحيح ، قال صلى الله عليه وسلم : « إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له تعالى من الأجر ما كان يعمله صحيحا مقيما » ، قائلًا: واعلم يا من ابتلي بمرض أن الله سبحانه قريب من عبده، فالجأ إليه بصدق ، واسأله العافية والصحة مع القيام بالأسباب العلاجية الممكنة التي هي من حقيقة التوكل على الله.
اقرأ أيضًا..
وأكد أن بالله عز وجل وحده ينكشف كربك ، وينجلي مرضك ، فجاء بقوله تعالى: «وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ» ، وكن على يقين من رحمة الله وفضله ، وأن هو الشافي والكافي ، وقال تعالى: « فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»، منوهًا بأن البشر مهما عظمت قوتهم واشتد شوكتهم وتقدمت علومهم ، فوصف الضعف ملازم لهم لا ينفك .
واستشهد بما قال سبحانه وتعالى: « وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا» الآية 85 من سورة الإسراء ، أما القوة الحقيقية الكاملة التامة من جميع الوجوه فهي وصف ثابت للقوي المتين سبحانه وتعالى .
وأشار إلى أن الله تعالى هو المالك الحقيقي مدير الأمور ومصرفها ، كل شيء بقضائه وقدره ، وتحت تدبيره ومشيئته ، لقوله عز وجل: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ» الآية 15 من سورة فاطر ، فلنجتهد في عبادته ولننصب في طاعته ولنتضرع إليه ونلجأ إلى جنابه عز شأنه ، لقوله تعالى: « وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» الآية 31 من سورة النور.