وأجاب عبدالسميع، قائلًا: إن التحديد في المصحف بغرض الحفظ أو معرفة الأحكام حلال وجائز ولا شيء فيه، مشيرا إلى أن هذا لا يتعارض مع أمر الرسول بتجريد القرآن من الكتابة؛ فهذا خاص بالعصر الأول.
وأضاف- بأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان ينزل عليه الوحي بالقرآن، فيمليه على الصحابة، ويكتبوه في ألواح العسف والنخاف ودروع الماشية والأدوات الكتابية المتوافرة في هذا العصر.
وأشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، أمر بذلك حتى لا يُكتب بجوار القرآن الكريم حديث شريف فيعتقد بأنه من القرآن.
وفي خلاصة فتواه، أكد عبد السمع أن الكتابة في المصحف والتحديد بالقلم للتعلم لا يسبب أي إشكال في هذا الوقت، لأن القرآن مستقر، ولكل شخص نسخة خاصة به أو أكثر.
ولفتت " لجنة الفتوى " إنه ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ، أَوْ عِلْمٌ ينتفع به".
وتابعت أن الصدقة الجارية هي الصدقة التي يطول الانتفاع بها ولا يشترط أن يكتب
اسم الميتعلي الشىء المتصدق به،
بل المناط والاعتبار بنية المتصدق، مستشهدًا بقول النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرئٍ مَا نَوَى".
حكم كتابة بعض آيات القرآن الكريم على الحوائط:
لقت دار الإفتاء سؤالا يقول "يقوم البعض في قريتنا بكتابة بعض
آيات القرآن الكريمعلى الحوائط عن طريق الورق أو البوهية، ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ [الأحزاب: 56]، وكذا: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وكذا: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ [نوح: 10]، ويقوم الأطفال بتمزيق الأوراق المكتوب عليها آيات القرآن ووضعها في صناديق القمامة.. فما حكم ذلك؟".
وبينت الدار في فتوى لها، أن الفقهاء اتفقوا على جواز تزيين الحوائط بكتابة
آيات القرآن الكريم؛ لما في ذلك من تعظيم القرآن والتبرك به، إلا أنه ينبغي مراعاتها بالتنظيف والعناية، ويراعى فيها أيضًا تناسقُ الشكل والمضمون، وتناسبُ الجمال مع الجلال، وأن تكون بمنأى عن عبث الأطفال أو السفهاء بها.