احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الاثنين، بتذكار تكريس كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بمريوط، والتي عرفت في كتب التاريخ ب"منطقة بو مينا "، فبعد اكتشاف القبر وظهور العديد من قصص المعجزات منه، ألح أهالي مدينة الإسكندرية علي البابا أثناسيوس الرسولي سرعة بناء كنيسة علي أسم الشهيد، وبالفعل تم بناء الكنيسة ( 363- 364 ميلادية ).
أقرأ أيضا ..
ولكن بدأ الخراب يتسرب إلي هذه المنطقة تدريجيا، ففي عهد الخليفة المعتصم؛ جاء مهندس من بغداد ونقل رخام الكنيسة الكبري إلي بغداد، عام 850ميلادية، اما الخراب الشامل فقد حل بالمنطقة في القرن الـ 13 بسبب غارات البربر والبدو ولم يبق سوي أكوام من الرمال.
ومع بداية القرن العشرين قام العالم الألماني الشهير كارل ماريا كاوفمان ( 1905- 1907 ) بعمل حفائر في المنطقة وقام باكتشاف قبر القديس مارمينا و الكنيسة التي فوقه والكنيسة الكبري وبعض المعالم الهامة الأخري، وتوالت زيارات العلماء الاجانب والمصريين للمنطقة بعدها.
والنقلة الكبري كانت علي يد القديس البابا كيرلس السادس، فلقد أرتبط قداسته بالشهيد العظيم مارمينا منذ طفولته المبكرة، ولقد حاول سكني المنطقة خلال عام 1943 غير أن مصلحة الآثار رفضت الطلب، بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية وقتها، ولكنه قام بإعادة المحاولة ووافقت مصلحة الآثار، فقام البابا كيرلس بوضع حجر الاساس في يوم الجمعة 27 نوفمبر 1959، ثم قام بوضع حجر أساس كاتدرائية دير القديس مارمينا في 24 نوفمبر 1961، وتمت رهبنة أول دفعة من سبعة رهبان بالدير خلال عام 1964 ليتم إحياء منطقة (بو مينا) مرة ثانية.
وقام المتنيح البابا شنودة الثالث بتدشين كاتدرائية الشهيد مارمينا في يوم الأحد الموافق 9 يناير 2005، ومنظمة اليونسكو قامت بإدراج منطقة بومينا ضمن قائمة التراث العالمي، وبذلك أصبح الدير واحدا من أهم المواقع الأثرية في مصر.