قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الجن والأنس والملائكة والملأ الأعلى إذا استندوا واعتمدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كفاهم، مشيرًا إلى أن ذلك عكس اللفظ العامي: " أنا اتسندت على حيطة مايلة".
وأوضاف «جمعة» في بيانه معني وصف النبي - صلى الله عليه وسلم- بصخرة الكونين، عبر فيديو له على صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أن رسول الله صخرة العالم المشاهد وعالم الغيب، ومن هنا وصف بصخرة الكونين، ومعناها أن شأنه ليس بسيطًا وأنه لو تكأكأ - تجمع وازدحم- عليه الخلق أجمعون بما فيهم الملأ الأعلى من الملائكة ونحوه اعتمادًا واستنادًا عليه لكفاهم أجميعن- عليه الصلاة والسلام-.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن هذا المعني أخذ من حديث الشفاعة في صحيح البخاري من أن البشرية كلها تمل من طول يوم الحساب، ومقداره " كألف سنة ممن تعدون"، فيذهبون إلى آدم - عليه السلام- فيذكر ذنبه، ومن ثم باقي الأنبياء كسيدنا نوح وموسى وعيسى- عليهم السلام أجمعين- وكل واحد منهم يحيل للذي بعده بما في ذلك سيدنا عيسى- عليه السلام- الذي بشر بقدوم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيقول - عليه السلام- " أنا لها"، فيلهمه الله محامد ما الهمها لأحد من قبله، ويطول ذلك حتي يقول الحق - تبارك وتعالى-: " يا محمد ارفع تشفع وقل تسمع"؛ فهذا مما يؤكد معني صخرة الكونين.
وتابع المفتي السابق أن النبي - صلى الله عليه وسلم- يشفع لجميع الخلائق حتي من أساء إليه برسمه أو سبه، قال - تعالى-: " وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين "، فجميع البشر يستندون عليه وكأنه الصخرة التي لا تفتت والظهر والسند الذي لا يكل ولا يمل، فطاقة رحمته ملئت العالمين كطاقة حبه، فجعله الله إمام المرسلين ونبي مجتبي؛ لأنه قرن اسمه باسمه " لا إله إلا الله محمد رسول الله" .
وواصل: كذلك توسل آدم- عليه السلام- بما ثبت في مستدرك الحاكم أنه عندما خرج آدم من الجنة توسل لربه بمحمد - صلى الله عليه وسلم- قال: "إني أتوسل إليك بمحمد"، قال: " وما أدراك يا آدم بمحمد؟" قال: " وجدته منقوشًا على قوائم العرش: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعرفت أنك لا تقرن اسمه باسمك إلا وهو عظيم عندك".