تجني تركيا ثمار تدخلها العسكري في ليبيا، ودعم ميليشيات حكومة الوفاق، إذ أن الوجود التركي المستمر في ليبيا التي مزقتها الحرب قد يكون "ورقة مساومة كبيرة" لابتزاز الاتحاد الأوروبي في كثير من القضايا.
يقول السفير التركي السابق لدى قطر ميذات ريندي إنه من الناحية الاستراتيجية فإن ليبيا مهمة جدا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، كونها بوابة أفريقيا إلى أوروبا، حسبما تنقل عنه إذاعة "فويس أوف امريكا".
اقرأ أيضا:
يقول الخبراء إن الدعم العسكري التركي لجبهة الوفاق، التي يرأسها فايز السراج، يحمل أيضا مكاسب دبلوماسية تستغلها أنقرة بتواجدها هناك، مع مزيد من التقدم العسكري لجبهة الوفاق.
ويسلط التقرير الضوء على مخطط تركيا للبقاء لفترة طويلة الأمد في ليبيا، بعد الكشف عن نوايا النظام التركي إنشاء قواعد عسكرية في ليبيا، إحداهما جوية في قاعدة الوطية، والأخرى بحرية في ميناء مصراتة.
وأوضحت الإذاعة أن الوجود العسكري التركي في ليبيا سيعزز موقفها تجاه الاتحاد الأوروبي بشكل عام وألمانيا بشكل خاص، خاصة في ظل المخاوف من تدفق المزيد من اللاجئين إلى أوروبا خاصة في الوقت الحالي.
بدوره يقول إلهان أوزجيل أستاذ العلوم السياسية بجامعة أنقرة إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرى أن هناك فرصة حاليا لتوسيع دور تركيا "كحارس لبوابة الاتحاد الأوروبي" في ليبيا، مضيفا أن تركيا استخدمت اللاجئين السوريين كورقة مساومة ضد التكتل الأوروبي ضمن سياسة الابتزاز التي يعمل بها النظام.
ويشير التقرير إلى عديد من القضايا والبطاقات التي يمكن أن تساوم بها تركيا الاتحاد الأوروبي مثل تجديد الاتحاد الجمركي، والتأشيرة وخلافه من قضايا اللاجئين، حيث أصبحت ليبيا منذ فترة الحرب واحدة من الطرق الرئيسية للمهاجرين غير الشرعيين الراغبين في دخول أوروبا.
إضافة إلى ذلك تلعب تركيا بنظام المقامرة مع روسيا، خاصة بعد إلغاء زيارة الوفد الروسي إلى تركيا بهدف التوصل لوقف إطلاق النار في ليبيا، بينما لا ترغب أنقرة في ذلك لتواصل ميليشيات الوفاق تحقيق مكاسب على الأرض، إلى حين تعقد تركيا صفقة مع موسكو بشروط مرضية للنظام التركي.