كثيرة هى الحكايات والأسرار فى حياة المشاهير والأدباء والمثقفين، التى غالبا ما يكون لها انعكاس مباشر أو غير مباشر على إبداعاتهم ومنتجهم الثقافى والإبداعى، ويحاول "صدى البلد" من خلال هذا الباب "حكايات من زمن فات" تسليط الضوء على المواقف والكواليس التى أثرت على مسيرة وإبداع هؤلاء العظماء.
ومن بين هؤلاء الأديبالكبير توفيق الحكيم، والذى نستعرض فى هذا التقرير كواليس علاقته بالزعيم جمال عبد الناصر واسرار تأثر جمال عبد النصر بأفكاره وتلقيبه بـ الأبالروحى للثورة.
يعتبر توفيق الحكيم من أكثر الأدباء الذين تأثر بهم الرئيس جمال عبد الناصر، كان الأديب توفيق الحكيم، خاصة بعد قراءته رواية عودة الروح، في شبابه، وقد تأثر عبد الناصر بفكرة البطل المخلص، وشعر أنه هو المعبود الذي سيخرج من بين أبنائها، ومن هنا كان توفيق الحكيم من الأدباء الذين أثروا في السلطة وتأثروا بها، بالرغم من محاولاته العديدة الهروب من براثنها.
وكانت الصداقة التي ربطت بين الزعيم وتوفيق الحكيم، علاقة قوية، وكان يسمح بسببها لتوفيق الحكيم زيارة الرئيس جمال عبد الناصر في أي وقت، كما أن الأديب ساند ودعم أفكار الثورة، ووقف مع الزعيم في الكثير من القرارات والمواقف التي اتخاذها، وقد اعتبره الرئيس عبد الناصر، الأب الروحي للثورة، ومنحه كل ما يمكن لزعيم أن يمنحه لأديب، فحصد الحكيم أرفع الأوسمة والجوائز المصرية، ومنها: «قلادة النيل»، و«جائزة الدولة التقديرية في الآداب» و«وسام العلوم والفنون» من الدرجة الأولى في العام نفسه؛ كما سمح له بمقابلته في أي وقت، بل أن جمال عبد الناصر فصل وزير المعارف؛ لأنه طلب فصل توفيق الحكيم باعتباره موظفًا غير منتج.
وبعد رحيل جمال عبد الناصر، أصيب توفيق الحكيم بحالة إغماء أثناء تأبينه، لكنه عاد بعد فترة وكتب كتابه الأشهر عودة الوعي والذي أبرز فيه مساوئ فترة حكم الرئيس عبد الناصر، فكتب يقول «إنني أرجو أن يبرّئ التاريخ عبد الناصر؛ لأني أحبه بقلبي، ولكني أرجو من التاريخ ألا يبرّئ شخصًا مثلي، يُحسب من المفكرين، وقد أعمته العاطفة عن الرؤية، ففقد الوعي بما يحدث حوله.