حاز خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حذر فيه مليشيات الوفاق في ليبيا والمرتزقة الداعمين لهم الذين جلبهم النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، من عبورهم الخط الأحمر في الشرق الليبي، مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية، بدعم دولي واسع، من المنتظر أن يشهد تزايدًا خلال الساعات المقبلة.
ماذا جاء في خطاب الرئيس؟
تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم، عناصر المنطقة الغربية العسكرية، وذلك بحضور الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وعدد من من الوزراء والسئولين، والفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة للقوات المسلحة وعدد من شيوخ وعواقل مرسى مطروح وليبيا.
اقرأ أيضـًا:متى ستدخل مصر في ليبيا .. السيسي يوضح في 4 نقاط
وقال الرئيس خلال لقائه مع أبطال القوات المسلحة فيالقاعدة الجوية: "إن الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة، لكنه جيش رشيد، يحمي ولا يهدد، وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي، داخل وخارج حدود الوطن"، كما أن الجيش المصري يسير على إستراتيجية واضحة وثابتة، وهذه عقيدة وثوابت لا تتغير".
ووجه الرئيس السيسي رسالة لأبناء القوات المسلحة من داخل إحدى القواعد الجوية قائلا: "متأكد إذا احتجنا منكم عمل وتضحيات تتم مثل كثير من الأنشطة وتأمين الحدود الغربية مع الدولة الشقيقة ليبيا يتم تأمينها أكثر من 7 سنوات، سوف تكونوا موجودين، وكونوامستعدين لتنفيذ أي مهمة سواء كان داخل حدودنا أو خارج حدودنا".
وقال الرئيس المصري خلال تواجدهُ في قاعدة سيدي براني الجوية أن هناك الكثير من الأنشطة تتم لا أحد يعرف عنها شيء في المنطقة الغربية على كامل الحدود مع الدولة الشقيقة ليبيا، فهناك نحو 1200 كيلومتر يتم تأمينها منذ أكثر من سبع سنوات بالقوات "الجوية والخاصة وحرس الحدود" وقوات كثيرة أخرى.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن أي تدخل مباشر من الدولة المصرية في الأزمة الليبية باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة "حق الدفاع عن النفس"، أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي "مجلس النواب الليبي".
وأوضح الرئيس أن هذا التدخل ستكون أهدافه متمثلة في، حماية وتأمين الحدود الغربية للدولة بعمقها الاستراتيجي من تهديدات المليشيات الإرهابية والمرتزقة، سرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي.
وكذلك، حقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي شرقا وغربا لتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار ومنع أي من الأطراف تجاوز الأوضاع الحالية، ووقف إطلاق النار الفوري وإطلاق مفاوضات عملية التسوية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة وفقا لمخرجات مؤتمر برلين وتطبيقا عمليا لمبادرة إعلان القاهرة.
السعودية
أعربت المملكة العربية السعودية عن دعمها لمصر ووقوفها إلى جانبها في حماية حدودها وأمن شعبها.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن وزارة الخارجية السعودية بيانًا جاء فيه "إلحاقًا لبيان تأييد حكومة المملكة العربية السعودية لمبادرة إعلان القاهرة بشأن ليبيا، التي جرى الإعلان عنها، في السادس من شهر يونيو 2020م، والتي سعت إلى حل سياسي للأزمة الليبية ووقف إطلاق النار وحقن الدماء، والمحافظة على وحدة الأراضي الليبية، بما تقتضيه المصلحة الوطنية في ليبيا، فإن حكومة المملكة تؤكد على أن أمن جمهورية مصر العربية جزء لا يتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية والأمة العربية بأكملها.
وأضافت الخارجية السعودي "تقف المملكة إلى جانب مصر في حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها من نزعات التطرف والمليشيات الإرهابية وداعميها في المنطقة، وتعبر المملكة عن تأييدها لما أبداه رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي بأنه من حق مصر حماية حدودها الغربية من الإرهاب".
وتابع البيان "تدعو المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والاستجابة لدعوات ومبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للتوصل إلى حل شامل يؤكد سلامة وأمن الأراضي الليبية واستعادة المؤسسات والقضاء على الإرهاب والميليشيات المتطرفة ووضع حد للتدخلات الخارجية غير الشرعية والتي تغذي الإرهاب في المنطقة".
الإمارات
أكدت دولة الإمارات تأييدها لما ورد في تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي في سيدي براني بخصوص ليبيا.
وشددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي على تضامن الإمارات ووقوفها إلى جانب مصر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها من تداعيات التطورات المقلقة في ليبيا الشقيقة، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وثمنت الوزارة الإماراتية جهود مصر الحثيثة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في ليبيا، خاصة مبادرة القاهرة المتسقة مع كافة القرارات الدولية.
وأكدت أن حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على ضرورة استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية ينبع من توجه عربي أصيل باعتباره جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي.
وأشادت بحرص القاهرة على حقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي، وتهيئة الظروف العاجلة لوقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات العملية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة وفقا لمخرجات مؤتمر برلين وتطبيقا عمليا لمبادرة إعلان القاهرة التي نصت على حل الميليشيات وتسليم سلاحها، ووقف التدخل الأجنبي في ليبيا، ووقف أي دعم خارجي لقوى التطرف في ليبيا.
وجددت الوزارة التأكيد على موقف دولة الامارات الداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا والالتزام بالعملية السياسية، وشددت على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد المقبول لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار الذي يلبي تطلعات الشعب الليبي الشقيق.
أمريكا تدعم مصر وتنقلب على تركيا
أعلنت مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية دعم واشنطن للجهود المصرية للحل السياسي في ليبيا.
وقالت إن تصريحات الرئيس المصري بخصوص ليبيا "تؤكد أهمية أن تعمل ليبيا وجيرانها والجهات الخارجية الأخرى معا لتعزيز وقف إطلاق النار على خط المواجهة الحالي في سرت والجفرة لتجنب التصعيد إلى صراع أكبر".
وأضافت أن خريطة الطريق نحو الاستقرار تتطلب وقفا لإطلاق النار واستئنافا فوريا لإنتاج النفط الليبي، والشروع في عملية سياسية، مشيرة إلى أن واشنطن تدعم الجهود الجارية حاليًا للاتفاق على صيغة لاستعادة إنتاج النفط الليبي، لتحسين الظروف الأمنية وإعادة ليبيا للصحة الاقتصادية.
وقالت إن واشنطن تؤيد الجهود المصرية في 6 يونيو المتمثلة في "إعلان القاهرة" لدعم العودة إلى المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة والتي تشمل مجموعة أكبر من الأصوات الليبية.
وظهر انقلاب الولايات المتحدة على تركيا في تصريح أورتاجوس بأن واشنطن تدعم رغبة جميع الليبيين في وضع حد للتدخل العسكري الأجنبي والامتثال لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة والالتزامات الأخرى التي تم التعهد بها في برلين في 19 يناير الماضي.
البحرين
من جهتها، أعربت مملكة البحرين عن تضامنها وتأييدها لما تضمنه خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال تفقده للمنطقة الغربية العسكرية، بشأن حق مصر في الدفاع عن أمنها القومي تجاه تطورات الأحداث في دولة ليبيا الشقيقة.
وبحسب وكالة الأنباء البحرينية، أعربت وزارة الخارجية عن "تقدير مملكة البحرين وتأييدها لما تضمنه خطاب الرئيس السيسي من تأكيد عزم مصر وتصميمها على حماية وتأمين الحدود الغربية للدولة المصرية بعمقها الاستراتيجي من تهديدات المليشيات الإرهابية والمرتزقة، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي، وحقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي".
وأشادت وزارة الخارجية "بمضامين خطاب الرئيس السيسي باعتباره رسالة بالغة الدلالة والوضوح لكل من ينوي المساس بأمن مصر والأمن القومي العربي، وفاء من مصر العروبة لقيمها ومبادئها ومواقفها المعهودة في الدفاع عن الحق والكرامة العربية، مثمنة ما تتحلى به القيادة المصرية من حكمة بالغة ونوايا صادقة تجاه الصراع الدائر في ليبيا تتمثل في طرح مبادرة إعلان القاهرة من أجل تحقيق تطلعات وطموحات الشعب الليبي الشقيق في الأمن والاستقرار والسلام، والتي لقيت تأييدا ودعما إقليميا ودوليا، مؤكدة وقوف مملكة البحرين ودعمها لمصر الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات حفاظا على أمنها واستقرارها".
ليبيا
أعلنت عدة جهات في الداخل الليبي دعمها للتدخل المصري لمحتمل في ليبيا لمواجهة الاحتلال التركي ومليشيات ومرتزقة حكومة الوفاق,
وأكد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أن مصر الشريك الحقيقي لتحقيق الأمن في ليبيا، و قال العميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي إن مصر تعي خطورة التدخلات الخارجية في ليبيا والتهديدات الإرهابية.
وتابع أن أعداد المرتزقة تزايدت بشكل كبير في ليبيا لدعم تنظيم الإخوان، وأن تركيا تسعى لتحقيق أهداف اقتصادية من تدخلها في ليبيا.
وقال وزير الخارجية الليبي عبد الهادي الحويج تعليقا على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات تتوفر له الشرعية الدولية إن مصر تنحاز لليبيين ضد الإرهاب والتدخل الأجنبي.
وأضاف الحويج في مقابلة مع موقع "العين" الإماراتي: "ما يحدث أمر طبيعي بالنسبة للجغرافيا والتاريخ والعلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين، وموقف علاقة الشعبين في بلد واحد، ونتقاسم مع الشقيقتين مصر وتونس الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك".
وأشار إلى أن إعلان القاهر يدعو إلى وقف إطلاق النار وإلى عملية سياسية، وأنه خطاب تهدئة، وليس خطابا تصعيديا بل إيضاح للموقف المصري بالنسبة لما يحدث في ليبيا.
ولفت إلى أن الموقف المصري ازداد وضوحا هذه المرة بأنها تنحاز إلى جانب ليبيا والشعب الليبي وأنها ضد الفوضى وضد المليشيات والتدخل الأجنبي أيا كان.
وأعلن النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الليبي أحميد حومة ترحيبه بما جاء في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال استعراضه لقوات الجيش المصري المرابطة على الحدود الغربية لمصر مع ليبيا.
وبحسب قناة "ليبيا"، قال حومة إن تصريحات الرئيس المصري متناغمة مع إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية ودور مصر يهدف لوقف الاقتتال ويحافظ على الأمن القومي العربي خاصة مع تدخل تركيا في الشأن الليبي.
وأكد حومة على دور مصر المحوري في حل الأزمة الليبية كدولة جارة تهمها مصلحة الشعب الليبي وتسعى للوصول لحل سياسي ينهي الأزمة الراهنة.
قال الدكتور محمد عامر العباني عضو مجلس النواب الليبي إنه يحق لمصر التدخل في ليبيا لردع العدوان الذي شنته تركيا على البلاد، مشيدا بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي حول ليبيا.
وأضاف العباني في تصريحات لـ"بوابة إفريقيا" أن جبهة الوفاق بقيادة فايز السراج جلبت العدوان التركي إلى ليبيا عبر مذكرتي تفاهم إحداهما للتعاون الأمني والأخرى لترسيم الحدود، كي تعيث فسادا في ليبيا وتأتي بعدتها وعتادها وبوارجها لتدك المدن والقرى الليبية لذا كان يجب وضع حدود لهذا الاعتداء.
فيما أكد مجلس مشايخ وأعيان ترهونة، اليوم السبت، تأييده المطلق لكل رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى في خطابه الذي ألقاه حول ليبيا، خلال تفقده للمنطقة العسكرية الغربية.
وقال مجلس مشايخ ترهونة في بيان نشرته وسائل إعلام ليبية، إن تأييد المبادرة المصرية يأتي في وقت يستمر فيه الترحم على أرواح الشهداء من أفراد القوات المسلحة العربية الليبية عامة، وأبناء ترهونة خاصة، الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن أرضهم وشرفهم ووطنهم فى معركة استعادة الوطن وتحريره من بؤر الإرهاب والمرتزقة الأتراك وأذنابهم.
وأعلن عارف النايض رئيس تكتل إحياء ليبيا تأييده لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن شرعية تدخل الجيش المصري في ليبيا ضد مليشيات الوفاق والمرتزقة المدفوعين من قبل تركيا ونظام رجب طيب أردوغان.
وبحسب "قناة ليبيا"، قال النايض إن الرد العربي المصري جاء حازما مزلزلا، على إشارة (السلطان العثماني) الواهم بأنامله الآثمة إلى خريطة ليبيا الأبية، بكل غطرسة وإستكبار وإستفزاز.
وأضاف أن الرد العربي المصري جاء مدويا على استعراضات العساكر العثمانية الجديدة في وسط العاصمة طرابلس وعلى مرتزقتهم الإرهابيين الإنشكارية الجدد، وعلى متعهدي جمع الميري نيابة عنهم، وعلى سماسرتهم الذين هرعوا إلى طرابلس يبصمون بني جلدتهم على عقودهم الوهمية ليسلبوا ثروات ليبيا المستقبلية، كما سلبوا ثرواتها الماضية والحالية.