قال الدكتور على جمعة، مفتي الجهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُبْحَةُ الْحَدِيثِ» قَالُوا : وَمَا سُبْحَةُ الْحَدِيثِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ يُسَبِّحُ وَالَّناُس يَتَكَلَّمُون»؛ فالإنسان يبدأ في التسبيح والناس حوله، والقلب بيسبح وهو في وسط الناس، لكنه منفصل شعوريًّا عن خلق الله.
وأضاف « جمعة» عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن هذا الفعل يقول عنه أهل الله : "خلوتهم في جلوتهم "يعني هو خلوته مع الله -سبحانه وتعالى- في الجلوة، وهو جالس مع الناس، لكن قلبه معلق بالله، هو دائم الذكر والطمأنينة، وإن كان يخالط الناس في الظاهر.
اقرأ أيضًا:النعم ليست مقياسا للحق.. علي جمعة يشرح آية «فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء»
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن هذا نوعٌ من أنواع عزلة القلب، فالقلب ينعزل وينفصل عن التفاعل مع الأحداث والجزئيات، وفي هذا طاقته، نوره، سره، حضوره، يقظته تكون حاضرة، وقوية، وعندما ينعزلالقلب عن التفاعل مع ما حوله من أحداث، وجزئيات، وهموم الدنيا، وكدرها، وشواغلها فإنه يُتاح للعقل أن يفكر، أن يتدبر، أن يتأمل، أن تتداعى الأفكار في ذهنه.
وتابع المفتي السابق: حينئذٍ تأتيه واردات من عند الله -سبحانه وتعالى- ويُفتح عليه بفهمٍ جديد، بوعيٍ جديد، وتأسيس الوعي لازمٌ لتأسيس السعي فكما قالوا: الوعي قبل السعي، الوعي والسعي فكرة، ثم تطبيق، رأي، ونظر، وفتح، ووارد، ثم سلوك، فالوعي والسعي، إذا ما تأسس السعي على الوعي كان سعيًا دائمًا.
وواصل الدكتور على جمعة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- عمله دايم، وكان يحب من العمل الدائم، وتقول عنه السيدة عائشة -رضى اللهتعالى- عنها : «كان عمله ديمة» أي مستديمًا، ويقول - عليه الصلاة والسلام-: «لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل، ثم تركه»، وكان يحب من الأعمال أدومها ويقول ﷺ : «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل».