كثيرة هى الحكايات والأسرار فى حياة المشاهير والأدباء والمثقفين، التى غالبا ما يكون لها انعكاس مباشر أو غير مباشر على إبداعاتهم ومنتجهم الثقافى والإبداعى، ويحاول "صدى البلد" من خلال هذا الباب "حكايات من زمن فات" تسليط الضوء على المواقف والكواليس التى أثرت على مسيرة وإبداع هؤلاء العظماء.
اقرأ أيضا: حكايات من زمن فات.. سر تلقيب توفيق الحكيم بـ عدو المرأة وأسرار خلافاته مع هدى شعراوى.. وزواجه السري
ومن بين هؤلاء الملحن الكبير الشيخ إمام، والذى
نستعرض فى هذا التقرير كواليس سجنه عقب
نكسة يونيو 67 بسبب أغانيه التى سادت فيها
السخرية والانهزامية.
تأثر الشيخ إمام كغيره من المصريين بهزيمة حرب يونيو 1967، وسادت نغمة السخرية والانهزامية بعض أغانيه، وانتشرت القصائد كالنار في الهشيم داخل وخارج مصر، واستوعبت الدولة الشيخ وفرقته في البداية، لكن سرعان ما انقلب الحال بعد هجوم الأغاني على الأحكام التي برأت المسئولين من الهزيمة.
قُبض علي الشيخ إمام
ومعه أحمد فؤاد نجم وتمت محاكمتهما بتهمة تعاطي الحشيش عام 1969، ولكن القاضي أطلق
سراحهما، وظلا ملاحقين أمنيًا حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين
بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.
قضى الشيخ إمام
وأحمد نجم الفترة من هزيمة يونيو حتى نصر أكتوبر في الانتقال من سجن إلى آخر، وغنى
خلال هذه الفترة أغنيته الشهيرة "شيد قصورك"، وبعد موت الرئيس المصري
جمال عبد الناصر، أفرج عنهما، لكن ذلك لم يمنعهما من نقد خلفه أنور السادات بّأغانٍ
أشد حدة وأكثر جرأة، ليلقيا نفس المصير وهو السجن.