* المفاوض المصري نجح في كشف حقيقة الإثيوبيين مدعيي المظلومية
* نصر علام:فضحنا سلوكيات الإثيوبيين من تعنت وإنكار للقانون الدولى أمام مراقبين من ثلاث قارات
* إثيوبيا حاولت جر مصر لنزاع علني على السد باعتبارها دولة ضعيفة
*مراجعة منهاجية العلاقة مع هذه إثيوبيا فى إطار متكامل لتحركاتنا الاستراتيجية فى المرحلة القادمة
* هايدي فاروق: اتفاقية 1902 اتفاقية حدودية ولا يمكن الرجوع فيها
يعتقد الإثيوبيون حكومة وشعبا، أنهم نجحوا في بناء سد النهضة من خلال اتباع طريقة العدائين الإثيوبيين في سباقات المسافات الطويلة وخاصة العدائين الأوليمبيين، باعتبارهم كانوا يلجأون إلى أسلوب تغيير خطواتهم خلال السباقات حين يفاجئون منافسيهم بالانطلاق مرة واحدة ثم يصلون لخط النهاية ويحصدون الميداليات، ولكن خيب الله مسعاهم هذه المرة فالقاهرة لم تكن بعيدة عن كل مخططاتهم ومخططات من يقف خلفهم.
مسؤولية المجتمع الدولي
ونجحت القاهرة في التعجيل بفضح نواياهم وتعميمها في جميع المحافل الدولية، وإظهار الوجه الحقيقي للجانب الإثيوبي، الذي دائما ما يدعي المظلومية، وبحسب وزير الري الأسبق محمد نصر علام، فقد حقق المفاوض المصرى فى الجولة الأخيرة للمفاوضات حول سد النهضة عدة نجاحات، أولهاالدفاع عن حقوق مصر المائية فى إطار القانون الدولى، وثانيهافضح سلوكيات المفاوض الأثيوبى من تعنت وإنكار لأساسيات القانون الدولى أمام مراقبين دوليين من ثلاث قارات، وثالثاإقرار الوفد السودان بالتعنت الأثيوبى ضد مصالح وسلامة شعبهم من مخاطر سد النهضة، وأخيرا إيضاح عدم جدوى التفاوض مع إثيوبيا تمهيدا لمطالبة المجتمع الدولى بالقيام بدوره وتحمل مسئوليته قبل إنفلات الزمام.
أديس أبابا سابقت الزمن للانتهاء من السد –ولم تلتفت لنداءات القاهرة لوقف البناء- بل إنها سعت أيضا في توصيل شبكات توليد الكهرباء للشبكة الرئيسية الإثيوبية لتصدير الكهرباء خارج البلاد ولكن من سيشتري الكهرباء إن كانت مصر قد اكتفت منها والسودان يتعاون مع مصر للاستعانة بشبكة الكهرباء المصرية ويستورد منا احتياجاته، وهنا تكمن الخطورة في انهيار السد، حيث أن بناء ضخم مثل هذا قد ينهار في أي لحظة وهو ما سينتج عنه إغراق السودان بالكامل.
ويبدو أن السد كان شركا من أعدائنا، كي تحاول مصر التهديد بضربه، ولكن القيادة السياسية المصرية تعي مثل هذه المؤامرات،واتضح للعالم كله إننا نتعامل مع دولة بلطجة لاتحترم خصومها، بل إذا احترمتها تزداد تهورا وبجاحة.
وأوضح الوزير نصر علام أن المشكلة الكبرى أن هذه الدولة التى تفتقد الاستقرار والتجانس والخدمات وضعف البنية الأساسية تقوم بهذه البلطجة بدون أمارة أو دليل أو برهان، متسائلا من يستخدمها لهذه المؤامرة على مصر والسودان، ومن يقف وراء هذه البلطجة المحمية، وماهو الهدف من جر مصر إلى نزاع علني مع هذه الدولة الضعيفة.
وطالب علام بمراجعة منهاجية العلاقة والتعامل مع هذه الدولة فى إطار متكامل لتحركاتنا الاستراتيجية فى المرحلة القادمة.
تزييف التاريخ
من جانبها فالت الباحثة د. هايدي فاروق في سلسلة مقالات لها بالصحف المصرية في عام 2010 إنمساعى دول المنبع لتعديل الاتفاقيات التاريخية الخاصة بحصة مصر من مياه النهر لا تستند إلى شرعية قانونية ولا تصمد أمام دليل سياسى قاطع، واتفاقية 1902 تعد اتفاقية حدودية خاصة بتقسيم المجرى المائى لنهر النيل تقسيمًا حدوديًا لا يقبل التعديل، كما أن هناكمبدأ احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، وهو المبدأ الذى تأسست عليه منظمة الوحدة الأفريقية.
إثيوبيا ترى أن اتفاقيات حوض النيل الإفريقية لم يكن واردا فيها بندا يلزم إثيوبيا بالإخطار المسبق، مدعية أنه لو كان هذا البند موجودا لالتزمت أديس أبابا به"، بحجة أنها تحترم تعهداتنا تجاه دول حوض النيل وعلى رأسها مصر" وهو ما لم يحدث على الإطلاق.
خيارات مصرية
ومن جانبه قال وزير الخارجية، خلال ندوة عقدت حول تعامل الدبلوماسية المصرية مع التحديات الراهنة هذا الأسبوع ، إنه "فيما يتعلق بملف سد النهضة، وهو ما يعد من أحد أهم الملفات المرتبطة بمصالح مصر القومية، فقد التزمت مصر بنهج التفاوض على مدار السنوات الماضية، وتحلت بنوايا صادقة والتزام جاد تجاه التوصل إلى اتفاق منصف وعادل لهذه الأزمة، على نحو يحقق مصالح الدول الثلاث".
وأضاف وزير الخارجية: "إلا أنه وبكل أسف فقد أدى تعنت أثيوبيا وتهربها الدائم من التفاوض الجاد إلى تعطل العملية التفاوضية على نحو ستضطر مصر معـه لبحث خيــارات سياسية أخرى تكون قادرة بل ومسئولة عن تدارك التأثير على السلم والأمن الدوليين عبر الحيلولة دون اتخاذ إثيوبيا إجراء أحادي يؤثر سلبًا على حقوق مصر المائية".