بعد زواج استمر لمدة 71 عامًا، توفي زوجان مسنان بفارق خمسة أيام إثر إصابتهما بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وقد أصرا على البقاء جنبًا إلى جنب في المستشفى خلال صراعهما مع العدوى المميتة كي يكون في إمكان كل منهما أن يظل ممسكًا بيد الآخر.
وتوفي الزوجان "رون وود"، البالغ من العمر 94 عامًا، و"بات"، 91 عامًا، في مستشفى بمدينة "وورثينج" في مقاطعة "ويست ساسكس" البريطانية، بعد أن سمح لهما الطاقم الطبي بالبقاء في سريرين متجاورين في أيامهما الأخيرة.
وبحسب ما ورد في تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الزوج قد أصيب بعدوى "كورونا" أولًا ونُقل إلى المستشفى، ولحقت به شريكة حياته خلال فترة وجيزة؛ وكانا في البداية متواجدين في عنابر عزل منفصلة للرجال والنساء، قبل أن يتدخل الطاقم الطبي لتحقيق أمنيتهما الأخيرة في أن يظلا معًا كما كانا طيلة حياتهما.
وتوفيت الزوجة أولًا أثناء نومها، ولحق بها زوجها بعد مضي خمسة أيام.
وأشادت الابنة الوحيدة للزوجين الراحلين بتعامل الطاقم الطبي معهما قبل وفاتهما، مشيرة إلى أن أفراد الطاقم نقلوا والديها إلى عنبر يضم أربعة أسرة، حيث ظلا هناك بمفردهما خلال الأربعة أيام الأخيرة التي سبقت وفاة والدتها؛ وفي أعقاب ذلك، واصلوا رعاية والدها في أيامه الأخيرة حتى خسر معركته ضد الفيروس المميت، وأعلن الأطباء وفاته.
وأشارت الابنة إلى أن زيارة والديها في المستشفى كانت صعبة للغاية، ولذلك فقد اضطرت إلى التحدث إليهما عبر مكالمات الفيديو.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن ممرضة من ضمن الطاقم الذي تولى رعاية الزوجين بالمستشفى، وتُدعى "ماريا رينا"، قولها إن رؤيتهما يمسكان بأيدي بعضهما البعض كان مؤثرًا حقًا.
يذكر أن الزوجين كان قد التقيا للمرة الأولى عندما كان "رون" في الثانية والعشرين من عمره، وكانت زوجته في التاسعة عشر من عمرها، وكان اللقاء صدفة خارج مكتب بريد؛ وتزوجا في الثالث والعشرين من أبريل لعام 1949؛ وأقيمت مراسم جنازتهما مؤخرًا.
وبالإضافة إلى ابنتهما، التي وُلدت في عام 1959، فإن عائلة الزوجين تضم أيضًا حفيدتين وأربعة من أبناء الأحفاد.