قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الرضا الحقيقي عز للمؤمن وغنى له عما سوى الله ويظهر أثر ذلك في القناعة فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال «جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه وأعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس» (رواه الطبراني في الأوسط).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه» (رواه مسلم).
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع» (رواه الترمذي).
وأوضح جمعة، عبر فيسبوك: إذا كان الرضا مطلوبًا من العبد فإنه يجب أن يسعى لتحصيله ومن الأشياء التي قد تتعارض مع مقصود الرضا المصائب ولكي تهون على المرء المصيبة فعليه بالنظر إلى جلال من صدرت منه وحكمته وملكه قال ابن الجوزي في قوله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ) أعلم أن من علم أن ما قضي لابد أن يصيبه قل حزنه وفرحه قال إبراهيم الحربي: اتفق العقلاء من كل أمة أن من لم يمش مع القدر لم يتهن بعيش وليعلم قوله عليه السلام: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» وقوله عليه السلام: «الدنيا دار بلاء فمن ابتلي فليصبر ومن عوفي فليشكر» وقوله: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل».
وأضاف: ينبغي علينا أن نعلم أن تحصيل رضا الله يكون برضا العبد عن الله ويكون كذلك باسترضاء من طلب رضاهم كرضا رسوله صلى الله عليه وسلم ورضا أوليائه ورضا الوالدين وقد ثبت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين» (رواه البيهقي في الشعب).
واختتم جمعة: لا يخفى ما في الرضا من آثار إيجابية على وحدة المجتمع وقوة العلاقات الإنسانية إذ به يقل الحسد وتكثر القناعة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرضى عنا وأن يرزقنا الرضا به وبرسوله وبدينه وبقضائه في كل وقت وحين وجميع المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.