قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بين ليبيا وسوريا والعراق.. هل يتواطأ ترامب مع أردوغان في توسعه الإقليمي؟.. شبح ضوء أخضر أمريكي يسهل للسلطان التركي مهمته الاستعمارية.. ومواجهة عدوانية مع الاتحاد الأوروبي والناتو

×

تركيا تحولت تحت حكم أردوغان إلى غرفة عمليات لتفجير المنطقة
أردوغان أصيب بسعار التوسع الإقليمي بعد انقلاب 2016 الفاشل
علاقة أردوغان وترامب عامل حاسم في قرار التوسع الإقليمي التركي
ترامب أصبح أكبر داعم لأردوغان في مواجهة الاتحاد الأوروبي والناتو

يومًا ما كانت تركيا دولة مسالمة موادعة لجيرانها أميل إلى التعاون وإقامة علاقات حسن الجوار، قبل أن تنقلب تحت حكم رجب طيب أردوغان إلى غرفة عمليات لتفجير المنطقة والتوسع على حساب الآخرين.

وبحسب موقع "أحوال" التركي، فقد أصيب أردوغان بسعار التوسع العسكري الإقليمي، بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل عام 2016 وبشكل لا يُقاس بما قبله، عندما كانت السياسة الخارجية التركية أقرب إلى المناورات الدبلوماسية وأدوات الضغط الناعم في تنفيذ أهدافها التوسعية.

وأوضح الموقع أنه بعد أسابيع قليلة من محاولة انقلاب 2016 الفاشل، أطلقت أنقرة عملية عسكرية احتلت خلالها جزءًا من الأراضي السورية المتاخمة للحدود التركية، وسيطرت الفصائل السورية والتركمانية الموالية لأنقرة على الحدود بين البلدين خلال عملية درع الفرات التي بدأت في 24 أغسطس 2016.

وبعد هجوم "غصن الزيتون" الذي استمر لمدة شهرين عام 2018، احتل الجيش التركي والفصائل الموالية له في الجيش السوري الحر بلدة عفرين الكردية، وطرد منها وحدات حماية الشعب الكردية المسلحة.

وخلال عملية غصن الزيتون"، وسعت تركيا بشكل فارق وجودها العسكري في شمال سوريا، سواء من حيث تعداد قواتها العاملة هناك أو المساحة التي احتلتها من الأراضي السورية، وأصبحت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها تشكل قوة احتلال مؤلفة من عشرات الآلاف من الأفراد.
وفي أكتوبر 2019، شن الجيش التركي هجومًا جديدًا في شمال سوريا، أطلق عليه اسم عملية "نبع السلام"، واحتل المنطقة الممتدة بين بلدتي رأس العين وتل أبيض، لكن المختلف هذه المرة أن أردوغان أعطى الضوء الأخضر لهذا الهجوم بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره سحب القوات الأمريكية المتمركزة في شمال سوريا لدعم القوات الكردية في معاركها ضد تنظيم داعش.

ومنذ الأحد الماضي، بدأت أنقرة فرد عضلاتها العسكرية مرة أخرى، ولكن في شمال العراق هذه المرة، وشنت طائرات تركية غارات على مواقع تزعم أنها تأوي مقاتلين تابعين لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه باعتباره منظمة إرهابية، وأعقبت تلك الغارات الجوية هجمات لقوات خاصة تركية على جيوب أخرى لمواقع كردية في شمال العراق.

على جانب آخر، تشن تركيا اعتداءات متواصلة في شرق البحر المتوسط، إما بإرسال قوات عسكرية لمساندةةميليشيات حكومة الوفاق الموالية لها في العاصمة الليبية طرابلس، أو بالتعدي على حقوق قبرص واليونان من خلال التنقيب عن النفط والغاز في مناطق لا يحق لها استغلالها في المياه الاقتصادية للبلدين الجارين.

وأضاف الموقع أن تركيا طالما استدعت الولايات المتحدة وحلف الناتو للتدخل ضد الجيش الوطني الليبي، لكنها تتهم فرنسا – العضو الرئيسي بالناتو – بلعب دور سلبي في ليبيا لمجرد معارضتها التوسع التركي الفج وتدخل أنقرة في شأن البلد العربي.

ولفت الموقع إلى أن علاقة أردوغان مع ترامب هي عامل حاسم في صناعة قرارات التوسع الإقليمي التركي، فحين يضمن الرئيس التركي موقفًا مهادنًا أو متغاضيًا من نظيره الأمريكي يصبح من السهل عليه صناعة قرار التدخل عسكريًا في بلد آخر.

الجدير بالذكر أن ترامب تصدى لكل المقترحات التي طُرحت في الكونجرس الأمريكي بشأن فرض عقوبات على تركيا بعد شرائها منظومة صواريخ إس 400 الروسية، بالمخالفة لقواعد حلف الناتو، وإن سمح بفرض عقوبات مؤقتة ضد وزراء أتراك بعد إطلاق هجوم نبع السلام في شمال سوريا، وسرعان ما أُلغيت بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق نار روعيت فيه رغبات أنقرة أكثر من أي طرف آخر.

وسلط الموقع الضوء على الدور الذي لعبه المبعوث الأمريكي الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري ونائبه ريتشارد أوتزن في تأمين الدعم – أو على الأقل – التغاضي الأمريكي عن التوسع العسكري التركي في سوريا وليبيا بذريعة مواجهة النفوذ الروسي في البلدين.

ونبه الموقع إلى أن قانون قيصر الأمريكي الذي أصبح نافذ المفعول الأربعاء الماضي ويجيز فرض عقوبات على مسئولين سوريين، يشكل مساعدة فارقة لأردوغان في مسعاه لإسقاط النظام السوري، فالعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا – وقانون قيصر حلقتها الأخيرة – ساهمت على حد بعيد في إضعاف قيمة الليرة السورية ومفاقمة انهيار الاقتصاد السوري جراء الحرب الأهلية المستمرة منذ 9 سنوات.

وفي الوقت الذي يجاهد فيه الاتحاد الأوروبي واليونان وقبرص للتصدي للمطامع التركية في شرق المتوسط، لا يبخل ترامب بأشكال الدعم على أردوغان، دون أدنى اعتبار لانتهاكات حقوق الإنسان المتورط فيها نظامه داخل تركيا وخارجها.

وختم الموقع بالتحذير من أن ترامب، بدعمه غير المبرر او المفهوم لأردوغان ورفضه للدخول في مواجهة معه او محاسبته على أي انتهاك، قد تحول على الداعم الأكبر لأردوغان وطموحاته التوسعية، ليس في مواجهة روسيا وسوريا فحسب، وإنما في مواجهة الاتحاد الأوروبي وبقية أعضاء حلف الناتو نفسه.