قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التابع للأزهر الشريف إن أم المؤمنين سودة بين زمعة - رضى الله عنها- كانت إحدى السابقات إلى الإسلام، وأسلمت في بداية الدعوة مع زوجها السَّكران بن عمرو -رضي الله عنه-، وهاجرت معه في الهجرة الثانية إلى بلاد الحبشة؛ بعدما اشتد عليهما أذى المشركين، وكان عدد المهاجرين حينذاك 83 رجلًا و9 نسوة.
وأضاف « مركز الأزهر» في بيانه أبرز المعلومات عن سيرة أم المؤمين ضمن حملته « وأزواجه أمهاتهن»أنه قيل أن زوجها مات في بلاد الحبشة، وقيل: مات بعد أن رجعا إلى مكة قبل الهجرة إلى المدينة المنوَّرة،وبعد وفاة السيدة خديجة -رضي الله عنها- خَطبت السيدةُ خولة بنت حكيم أُمَّنا سودة على سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
وأوضح الأزهر للفتوى أنه - صلى الله عليه وسلم- تزوجها وهي في 66 من عمرها -وقيل في 55؛ إكرامًا لها، وهي السابقة إلى الإسلام، الصديقة، المُهاجرة، فكانت ثاني زوجاته - عليه الصلاة والسلام-،ولم يتزوج سيدنا رسول الله معها امرأة نحوًا من 3 سنين.
وتابع أنها كانت -رضي الله عنه-كريمة المعشر، تُضفي السعادة والبهجة على قلب سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد أورد ابن سعد في طبقاته: أنَّها صلت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم- ذات مرة في تهجده، فثقلت عليها الصلاة؛ لطول صلاته - عليه الصلا والسلام-، فلما أصبحت قالت له: «صَلَّيْتُ خَلْفَكَ الْبَارِحَةَ، فَرَكَعْتَ بِي حَتَّىٰ أَمْسَكْتُ بِأَنْفِي مَخَافَةَ أَنْ يَقْطُرَ الدَّمُ» فَضَحِكَ - صلى الله عليه وسلم- ، وَكَانَتْ تُضْحِكُهُ الْأَحْيَانَ بِالشَّيْءِ.
وواصل: أنه كانت -رضي الله عنها- سخيَّة معطاءة تحب الصدقة حتى إن سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعث إليها بدراهم في غرارة -وعاء يوضع فيه الأطعمة-، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم، قالت: في غرارة مثل التمر؟ ففرقتها بين المساكين،كما وهبت -رضي الله عنها- يومها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- للسيدة عائشة -رضي الله عنها- بعد أن كبرت سِنُّها، عن طيب نفس منها.
وأشار الأزهر العالمي أنها -رضي الله عنها- روت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خمسة أحاديث، وشهدت معه يومَ خيبر، وحَجَّةَ الوداع،ثم لازمت بيتها بعد أن لحق سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-بالرفيق الأعلى، ولم تحج بعده إلىٰ أن تُوفِّيت في خلافة سيدنا معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما -وقيل في خلافة سيدنا عمر -رضي الله عنه- بعد أن أوصت ببيتها للسيدة عائشة -رضي الله عنهما- وعن أمَّهاتنا أمَّهاتِ المؤمنين.