تناول تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية تفاصيل معاناة أم شابة في الرابعة والعشرين من عمرها إثر تشخيص إصابتها بنوع نادر من السرطان قبل ولادة طفلتها الأولى بـ48 ساعة فقط.
وفي البداية عانت الأم "بوبي ستيوارت براون"، وهي من مقاطعة "ويست ساسكس" البريطانية، من صداع متكرر ونزيف في الأنف خلال فترة حملها بابنتها "أرابيلا" وأخبرها الأطباء آنذاك أن ما تعاني منه هو أعراض شائعة بسبب هرمونات الحمل، لكن قبل إنجاب طفلتها بيومين، اكتشفت أن بقعة مؤلمة كانت قد ظهرت فجأة على الجانب الأيسر من أنفها هي في حقيقة الأمر ورم سرطاني ينمو من منطقة عظم الفك، وأن ذلك هو السبب في معاناتها من هذه الأعراض.
وتم تشخيص إصابتها بحالة مرضية تُعرف باسم "Ewing sarcoma" أو "ساركوما إيوينج"، وهي عبارة عن ورم سرطاني ينمو في العظام أو في الأنسجة المحيطة بالعظام (الأنسجة الرخوة).
وتحدثت "براون" مؤخرًا عن تجربتها القاسية مع المرض خلال فعالية توعوية، حيث أشارت إلى أنها كانت تخشى أن يودي المرض بحياتها قبل أن تشهد أول عيد ميلاد لطفلتها، التي أنجبتها عن طريق عملية قيصرية، قبل موعد ولادتها المقرر بـ6 أسابيع.
وأفاد تقرير الصحيفة البريطانية بأن الرضيعة نُقلت إلى وحدة العناية المركزة المخصصة لحديثي الولادة، وسرعان ما بدأت حالتها في التحسن.
وأشارت الأم إلى أنها كانت في حالة صحية متردية طوال فترة الحمل، مضيفة أن كافة المحيطين بها كانوا في حيرة بسبب عدم وجود أي أسباب واضحة يمكن أن تفسر تردي صحتها المستمر على هذا النحو، مما دفعهم للاعتقاد بأن ذلك بسبب الحمل.
وتابعت موضحة أن حالتها زادت سوءًا مع مرور الوقت لدرجة ظهور تجلطات في فمها وأنفها، كما كانت تشعر بإنهاك شديد، ولم تكن ترغب في القيام بأي شئ سوى أن تظل مستلقية طوال يومها؛ وبعد أن استشارت أكثر من طبيب، وخضعت للعديد من الفحوصات الطبية، تبين أنها مصابة بالسرطان.
وبعد مضي ثلاثة أيام على الولادة، خضعت "براون" لعملية جراحية مدتها 6 ساعات، قام الأطباء خلالها باستئصال جزء كبير من الورم، لكن لم يتمكنوا من التوصل إلى جذوره، التي كانت حول عظم الفك، ولذلك فقد تطلبت حالتها إجراءات علاجية أخرى؛ وخلال فترة تعافيها من الجراحة، لم يكن في إمكانها معانقة طفلتها كما كانت تأمل، مما كان مؤلمًا بالنسبة إليها.
وحصلت الأم بعد ذلك على فترة استراحة مدتها ثلاثة أسابيع، قبل أن تبدأ رحلتها مع العلاج الكيماوي، مما جعلها غير قادرة على رعاية طفلتها. وفي أعقاب ذلك بدأت الخضوع للعلاج الإشعاعي، حيث خضعت لـ31 جلسة إلى جانب العلاج الكيماوي.
وبعد رحلة علاج طويلة استمرت حوالي 9 أشهر أخبرها الأطباء بأنها تخلصت أخيرًا من الورم السرطاني، ولا توجد مؤشرات على أن المرض نشط في أي جزء آخر من جسدها.
ويقوم الأطباء بمتابعة تطور حالتها وإجراء فحوصات دورية لها للتأكد من عدم عودة المرض إليها؛ وقد احتفلت مؤخرًا بتعافيها مع رضيعتها في أجواء مبهجة رغم أزمة "كورونا".