قالت الدكتورة نادية عمارة، الداعية الإسلامية، إن تعليق ما يقع للإنسان في حياته من أمور قد يكون في ظاهرها الابتلاء على أعمال السحر ووقف الحال عن الزواج أمر غير مقبول، وإنه ينبغي صرف العقول عن التفكير في ذلك، لأن ما يقع في الكون إنما هو بأمر الله ووفق إرادته.
وأضافت «عمارة» خلال تقديمها برنامج «قلوب عامرة»، المذاع على فضائية «ON»،أن تأخر البنت في سن الزواج ليس أمرًا سيئًا يجعلها تفقد الثقة في نفسها، بل هو في حقيقة الأمر خير من التجارب الفاشلة التي تنتج عن سرعة إتمام أمر الزواج من غير نضج وتريث واستشارة واستخارة.
ونصحت الداعية الإسلامية، من لديه هذه الوساوس، بالتحصين بالقرآن الكريم، بأن يقرأ بنفسه السور والآيات التي فيها وقاية وحماية، مثل سورة الفاتحة وسورة الإخلاص والفلق والناس، وآية الكرسي، وآخر ثلاث آيات من سورة البقرة، وأن يقرأها صباحًا ومساءً ويكثر من الصلاة والسلام على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
جاء هذا في الجواب على سؤال من إحدى المتصلات حول تأخرها في سن الزواج وخشية أن يكون هذا الأمر له علاقة بأعمال السحر.
اقرأ أيضًا:
رفع الله عز وجل قدر بعض الآيات على الأخرى، وجعل لقراءة هذه الآيات فضلًا لا يُدانيه فضل، ومن هذه الآياتآخر آيتين من سورة البقرة؛ وذلك من أول قوله تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ» «البقرة:285» إلى آخر السورة؛ فقد روى البخاري عَنْ أبي مسعود البدري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ».
كلمة «كَفَتَاهُ» تحتمل معانيَ كثيرة، فمِن العلماء مَنْ يقول: «إنها تعني أن الآيتين تجزئان عن قيام الليل»، وبعضهم يقول: «تجزئان عن قراءة القرآن بشكل عامٍّ في هذه الليلة»، وآخرون يقولون: "إنهما تكفيان من كل سوء».
وقال الإمام ابن حجر العسلاقى فى كتابه فتح البارى لشرح صحيح البخارى، أن قول النبى: «مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ» يعني من قوله تعالى «آمن الرسول» إلى آخر السورة، وآخر الآية الأولى «المصير» ومن ثم إلى آخر السورة آية واحدة، مضيفًا أن قوله تعالى وأما «ما اكتسبت» فليست رأس آية باتفاق العادين.
اقرأ أيضًا:
وتابع: «وكأنهما اختصتا بذلك لما تضمنتاه من الثناء على الصحابة بجميل انقيادهم إلى الله وابتهالهم ورجوعهم إليه وما حصل لهم من الإجابة إلى مطلوبهم، وذكر الكرماني عن النووي أنه قال: كفتاه عن قراءة سورة الكهف وآية الكرسي، كذا نقل عنه جازما به، ولم يقل ذلك النووي وإنما قال ما نصه: قيل معناه كفتاه من قيام الليل، وقيل من الشيطان، وقيل من الآفات، ويحتمل من الجميع».
وأوضح ابن حجر فى شرحه للحديث، أن قوله –صلى الله عليه وسلم-: «فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» اختلف العلماء فى معنى "كفتاه": فقيل أجزأتا عنه من قيام الليل بالقرآن، وقيل: أجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقا سواء كان داخل الصلاة أم خارجها، وقيل معناه: أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا، وقيل معناه: كفتاه كل سوء، وقيل: كفتاه شر الشيطان، وقيل دفعتا عنه شر الإنس والجن، وقيل معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر.