أكد الخبير الأمريكي تشارلز في بينيا، محلل سياسات وبرامج الدفاع في كلٍ من وزارتي الدفاع (البنتاجون) والأمن الداخلي الأمريكيتين، زيف الادعاءات الأمريكية السابقة، والزاعمة بتهديد إيران لأمنها القومي، معتبرًا إيران لا تشكل إلا تهديدًا غير مباشر على مصالح حلفائها ومصالحها غير المباشرة، وإنها ليست كمثل الخطر الروسي أو الصيني، وليس هناك قلق أمريكي من علاقات واسعة بين العراق وإيران، إذا دارت الأمور في نطاقها المرسوم.
وأضاف "في الوقت الذي يواجه فيه كلا البلدين وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، تتنافس الولايات المتحدة وإيران على النفوذ في العراق، فكلاهما يسعيان لإحراز تقدم مع حكومة رئيس الوزراء العراقي الجديدة مصطفى الكاظمي، وذلك بينما يطالب العراقيون بطرد كلا الفريقين وترك بلادهم لهم، وفق ما رأت صحف أمريكية".
وتابع "في الواقع، سعت إيران إلى زيادة نفوذها في العراق منذ أن اختارت الولايات المتحدة الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003، ومن المفارقات أن حسين كان ثقل موازن لإيران في المنطقة، وعمدت أمريكا إلى إزاحته بالقوة، وهو ما أدى إلى تغول إيراني في الدولة العربية، وهذا فشل أمريكي كبير".
اقرأ المزيد:
واسترسل "يصل حجم التجارة بين العراق وإيران، نحو 12 مليار دولار، وهو ما يقول بأنه سيكون هناك دائمًا علاقات بينهما، بالنظر إلى الأمور جغرافيًا وعرقيًا وثقافيًا ودينيًا واقتصاديًا، لكن الأهم من ذلك هو تنسيق هذا الأمر في شكل تعاون يسمح بتعاون ما بين الدول في علاقة طبيعية.
ومع خطط للتوسع تصل إلى 20 مليار دولار، يظهر السؤال البارز : هل نفوذ إيران في العراق يعرض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر؟،تقول الصحافة الأمريكية، إن الجواب الذي سيدهش الكثيرين خاصة في العالم العربي، هو "لا"، لاتشكل إيران تهديدًا إلا على الدول التي تربطها بأمريكا علاقات مهمة كالسعودية مثلا، التي شنت عليها إيران هجمات على قطاع النفط العام الماضي، وهو ما يعد تهديدًا للمصالح الأمريكية ، لكن ليس تهديدًا للوجود الأمريكي.
فأولًا ، إيران ليست تهديدًا عسكريًا مباشرًا للولايات المتحدة، حيث تبلغ ميزانية البنتاجون للعام المالي 2020 ما قيمته 738 مليار دولار ، وهو ما يزيد عن نصف إجمالي اقتصاد إيران ( 463 مليار دولار في 2019-2020).
والإنفاق العسكري هو أكثر من غير متوازن، حيث تتفوق الولايات المتحدة على إيران بدرجة 50 إلى 1.
ثانيًا ، حتى إذا كانت إيران قادرة في نهاية المطاف على بناء رأس حربي نووي يمكن نشره على صاروخ باليستي عابر للقارات ، فإن هذا لا يعني أنه يمثل تهديدًا وجوديًا لأمريكا.
كما هو الحال الآن مع كوريا الشمالية ، فإن الترسانة النووية الاستراتيجية الأمريكية ، هي رادع قوي.
تعرف إيران أن استخدام سلاح نووي ضد الولايات المتحدة سيواجه على الأرجح برد انتقامي مدمر.
بعبارة أخرى ، يجب على نظام طهران أن يكون انتحاريًا ليقدم على خطوة مثل هذه، على الرغم من الخطابات الجريئة، والعمليات الإيرانية الاستفزازية من خلال وكلائها في المنطقة.
وأكد الخبير، إنه في كثير من الأحيان أظهر النظام بإيران أنه أكثر اهتمامًا بالبقاء والحفاظ على السلطة من مواجهة أمريكا.
لكن تهديد إيران غير مباشر في استهداف المصالح الأمريكية غير المباشرة على الأراضي الأمريكية، وإنما التهديد للحلفاء ولمصالح أمريكا البعيدة.
اقرأ أيضًا:
فإيران تدعم حزب الله - وهي منظمة إرهابية ولكنها ليست تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة ، فلم يهاجم حزب الله أهدافًا أمريكية منذ الثمانينيات، عندما قصف السفارة الأمريكية وثكنات مشاة البحرية في لبنان ردًا على الوجود العسكري الأمريكي هناك.
وإيران ليست حليفا سواء للقاعدة أو لداعش ، وكلاهما منظمات متطرفة، وعليه ففي أحسن الأحوال ، رغم إنه كانت لإيران علاقة وطيدة بالقاعدة ، إلا أنها ليست تحالفًا رسميًا ولم ترعى هجمات القاعدة ضد الولايات المتحدة ، وعملت إيران فعليًا على طرد داعش من العراق.
وأمام هذا، فإذا لم تكن إيران تهديدًا للأمن القومي الأمريكي ، فلن يكون تأثيرها في العراق كذلك إلا إذا استمرت على محاولة التعدي على السفارة الأمريكية بها، وعلى القواعد في العراق، وهذا سيجابه بالقوة الأمريكية.
وعليه يقول "تشارلز في بينيا" :إنه "على هذا النحو ، مهما فكر المرء، فلم يكن هناك حكمة أمريكية لغزو العراق في عام 2003".