منذ انتشار فيروس كورونا المستجد،في مصر ولكل طبيب حكاية، فمنهم من رفض العودة إلى منزله وفضل البقاء في مستشفيات العزل لأداء دوره ، ومنهم من قدم حياته فداء لزملائه، ومنهم من أصيب بالفيروس وأصر عقب شفائه العودة في صفوف الجيش الأبيض لمواجهة الفيروس .
ومن هذه الحكايات، تأتي حكاية الدكتور وليد مازن أخصائي النساء والتوليد بمستشفى الإيمان العام بأسيوط ، التي جسدت المهنية والإنسانية، حيث أصيب بفيروس كورونا وظل لأكثر من 35 يوما بين مستشفى عزل ملوي والراجحي الجامعي بأسيوط، وبعد تماثله للشفاء كان أول المتبرعين ببلازما المتعافين، وعاد إلى صفوف الجيش الأبيض ،وقام بإجراء 3 عمليات ولادة قيصرية لسيدات مصابات بفيروس كورونا .
" صدى البلد " التقى الدكتور وليد مازن، والذي كشف عن تفاصيل كثيرة حول إصابته واخطر ولادة قيصرية أجرها لسيدة مصابة بالكورونا في التقرير التالي:
اقرأ أيضا :
قال الدكتور وليد مازن أخصائي النساء والتوليد بمستشفى الإيمان العام : إنني تعرضت للإصابة بفيروس كورونا المستجد، في 27 مارس الماضي، بعد شعوري بارتفاع درجة حرارتي والتهاب بالحلق ولكن بعد ظهور علامات التعب والإرهاق الشديد قمت بعمل مسحة للتأكد من مدي الإصابة بفيروس كورونا المستجد، والتي أظهرت التحاليل في يوم 4 أبريل إيجابية الإصابة.
وأضاف مازن قائلا : بعد التأكد من إصابتي بفيروس كورونا، تم نقلي إلى مستشفى ملوي المخصص لعزل وعلاج المصابين بفيروس كورونا، نظرًا لعدم بدء العزل في أسيوط في ذلك الوقت، وقضيت 28يوما داخل المستشفى وواجهتني عدة مشاكل في تلك الفترة من ظهور نتائج العينات مرة سلبية ومرة إيجابية، حتى تم نقلي من مستشفى ملوي للعزل إلى مستشفى الراجحي الجامعي بأسيوط لاستكمال فترة العلاج.
وتابع مازن: مكثت بمستشفى الراجحى الجامعي والمخصص لعزل المصابين بفيروس كورونا أسبوع واحد، حتى تماثلت للعلاج وأظهرت العينات سلبية الإصابة وغادرت المستشفى، وعدت إلى عملي بعد 14 يوما من العزل المنزلي".
اقرأ أيضا :
وأضاف قائلا : فور عودتي إلى عملي ومناشدة وزارة الصحة للمتعافين بالتبرع بالبلازما لإنقاذ حياة المصابين خاصة الحالات الحرجة ، وسماعي عن سماسرة البلازما ومشاهدتي لمصابين كانوا في أمس الحاجة إلى العلاج داخل مستشفى العزل، خلال فترة تواجدي قررت أن أتوجه إلى بنك الدم بمستشفيات جامعة أسيوط للتبرع بالبلازما لوجه الله ومساعدة في إنقاذ المصابين، وذلك بعد أن أكرمني الله بالتعافي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد ، وتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة قبل اخذ البلازما ومطابقتها مع 3 أشخاص من مصابي كورونا بمستشفى الراجحى الجامعي لبيان مدى التوافق، بعدها تم التوقيع علي قرار بالموافقة على التبرع بالبلازما للأشخاص التي حددتها من قبل.
واستكمل "مازن": وقعت على إقرار إني موافق على التبرع بالبلازما لعدد 3 أشخاص مدون أسمائهم، بعدها التقيت الدكتورة عزة محمود، أستاذ بقسم الباثولوجيا الإكلينيكية، وبعد الاطلاع على تقرير رسمي يفيد بسلبية أخر مسحة جرى أخذها مني بعد التعافي من كورونا، وملئ استبيان طبي للتأكد من صحتي وسلامتي، أجريت لي فحص طبي سريع لقياس الحرارة، والنبض وضغط الدم، والتأكد من وجود أجسام مناعية مضادة للفيروس، وجرى عمل صورة دم كاملة لتحديد فصيلة الدم والفحوصات التي ثبت عدم حملي أمراض فيروسية، بعد ذلك سحبت مني عينة بلازما 600 سم".
وقال مازن فور عودتي إلى عملي اتصلت بي مريضة، وقالت لي إنها مصابة بفيروس كورونا وتعذر إجراءها عملية ولادة قيصرية عند أي طبيب نساء وتوليد من الزملاء، ومن هنا وجدت انه لابد أن يكون هناك من يساعد في هذه الظروف، ورغم ما قيل أن المعافى من فيروس كورونا لديه مناعة ولكن لم يؤكد هذا حتى الآن، وعلى الرغم من ذلك تشجعت إلى إجراء هذه الولادة بعد اخذ الاحتياطات الأزمة، وكان دافع رغبتي في مساعدة هذه السيدة سببا في تغلبي على الرهبة من الإصابة بالفيروس مرة ثانية، والحمد لله المستشفى قامت بتوفير كل الإمكانيات للفريق الطبي لإجراء الولادة القيصرية للسيدة المصابة بالفيروس، والتي كانت تبلغ عمرها 27 عاما من مدينة أسيوط،وكانت سبق لها الولادة قيصرية وكانت في الساعات الأخيرة من الولادة الثانية وعندما بدأنا في عمل اللياقة لها بالمستشفى وجدنا أنها تعاني من قصور في القلب، وقمت بإبلاغ الدكتور محمد جمال مدير المستشفى بهذا ، والذي قرر بقيامه بتخديرها خلال العملية لخطورة حالتها الصحية ".
واسترسل: "أما السيدة الثانية كانت تبلغ من العمر 40 عاما كانت حامل عن طريق الحق المجهري ، ولكن كانت أمورها مستقرة ولم تظهر عليهم أعراض فيروس كورونا، والحمد لله الأطفال بخير تم وضعهم في حضانة الأطفال لمتابعة حالتهم الصحية "، مضيفا : "أما السيدة الثالثة فهي كانت حالتها حرجه ، خاصة وإنها كانت مصابة بفيروس كورونا منذ فترة ومحتجزة بالعزل بالمستشفى لتلقي العلاج، وكانت حالتها حرجة بسبب ولادتها 5 مرات قيصرية قبل ذلك بالإضافة إلى 9 مرات إجهاض ، وكانت تعاني من تجلطات في الدم وتأخذ حقن سيولة تحت الجلد وأصيبت بنزيف مهبلي وانفجار مبكر في جيب المياه مما جعل هذه العملية صعبة، ولكن الحمد لله تم إجراء عملية الولادة لها وهي والطفل بخير ، وتم وضع الطفل في حضانه لأنه عمره ثمانية أشهر ونصف ولكن حالته جيدة .
وتابع مازن : كان يقع علينا عبء كبير في إجراء العمليات القيصرية، خاصة أن هناك حالة كبيرة من التنمر تجاه مرضى فيروس كورونا ، وكان من هنا لابد أن نتعامل نفسيا مع السيدات قبل إجراء العمليات لهن، وكنت أقول لهن :" أنا كنت مريض زيكم والحمد لله خفيت والمرض ليس عيبا ده من عند ربنا مثل أي مرض ".
وأشاد مازن ، بدور الدكتور محمد جمال مدير المستشفى في تجهيز غرفة عمليات للحالات المصابة بفيروس كورونا؛ لإنجاح العمليتين، بالإضافة إلى مشاركة مدير المستشفى فيهما، حيث تم تحضير غرفة عمليات، وتجهيز الواقيات الشخصية لجميع أفراد الطاقم الطبي، وبمشاركة 5 من التمريض.