قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الدنيا سريعة الذهاب، وشيكة الانقلاب، منوهًا بأنها دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء.
وأوضح «الجهني» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن ومن كان همه الدنيا، فرق الله أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، فيما أن من كان همه الآخرة جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة.
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى خلق الدنيا بلوى ، والآخرة دار عقبى، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببا، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضًا، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي، إنها لسريعة الذهاب، وشيكة الانقلاب فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها، واحذروا لذيذ عاجلها لكريه أجلها، ولا تسعوا في تعمير دار قد قضى الله خرابها.
وتابع: ولا تواصلوها فقد أراد الله منكم اجتنابها، فتكونوا لسخطه متعرضين، ولعقوبته مستحقين، مشيرًا إلى أنه لذا أحبوا من أحب الله، وأحبوا الله من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا تقسوا عنه قلوبكم اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، واتقوه حق تقاته، وأصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله بينكم.
وأوصى بتقوى الله ، حيث إنها تبقى ويفنى ما سواها، وبطاعته يكرم أوليائه، وبمعصيته يضل أعداءه، فليس لهالك معذرة في فعل ضلالة حسبها هدى، ولا في ترك حق حسبه ضلالة.
ونصح: الزم يا عبد الله تقوى الله واستقم عليها، يجعل لك فرقانا من أمرك ويكفر عنك سيئاتك ويأتيك الخير والبركات، والزم تقواه حتى تلقاه، وأسأله الثبات على ذلك، وإياك واقتراف المعاصي، فإن ذلك من أسباب حلول مقته وغضبه وعذابه، نعوذ بالله من غضبه ومقته وعذابه.
ونبه على أن الواجب على المسلم ألا يدع الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وعلى وآله وسلم حينًا ولا وقتًا، ولا يذكرها في الشدائد ويدعها في الرخاء.