الطرف الثالث وبلطجية "سياتل"

اللهو الخفي .. أو الطرف الثالث .. مصطلحات كنا نسمعها ونكتب عنها في الشرق الأوسط ولم نكن نتوقع في يوم من الأيام أن نسمع عنها أو نراها في الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت فيما سبق الراعي الأول للثورات في العالم وفي المنطقة العربية .. ودارت الأيام وها نحن نسمع عن بلطجية في سياتل وإرهاب داخلي وطرف تالت يٌطلق النار على المٌتظاهرين وعلى رجال الشرطة ويعمل على الوقيعة بين الشرطة والشعب وبين الجيش والشعب .. هاهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يٌعلن اليوم "الخميس" أن مدينة سياتل بولاية واشنطن احتلها "إرهابيون داخليون" داعيا السلطات المحلية إلى مكافحة أعمال الشغب وقال ترامب على حسابه في تويتر: "لقد إحتل إرهابيون داخليون سياتل التي يٌسيطر عليها بالطبع، ديمقراطيون يساريون متطرفون" مٌنتقدا حاكم ولاية واشنطن "جاي إنسلي" وعمدة المدينة "جيني دوركان" وحثهما على اتخاذ إجراءات أكثر حسما ضد أعمال الشغب والسلب والنهب .. وأضاف : "استعيدا مدينتكما حالا .. وإذا ما لم تفعلا ذلك .. سأفعل أنا .. هذه ليست لعبة يجب إيقاف هؤلاء الفوضويين القبيحين على الفور" .. وكان قد إنتشر مقطع فيديو لعملية اقتحام صفوف المحتجين في أحد شوارع مدينة سياتل الأمريكية بسيارة مدنية .. ما أسفر عن جرح العشرات وتوقيف سائقها بالقوة وهربه من المنطقة .. وكما تابعنا فقد اتسعت رقعة الاحتجاجات في الولايات المتحدة على مقتل جورج فلويد إثر تدخل عنيف للشرطة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا وهو ما دفع السلطات إلى فرض حظر التجول في عدة مدن وندد الرئيس دونالد ترامب بأعمال الشغب .. داعيا إلى "المصالحة لا الكراهية وإلى العدالة لا الفوضى". .. ومن ناحية أخرى أٌصيب ضابط شرطة رفيع في كاليفورنيا بالرصاص في رأسه في وقت مبكر يوم الأربعاء في هجوم على مركز للشرطة وصفه المحققون بأنه كان مخطط له وقد فتح الجاني النار على مركز للشرطة فى باسو روبلز .. وقال ايان باركنسون من مقاطعة سان لويس إن الضابط أصيب بينما كان يرد على اطلاق النار وقال باركنسون إن الرصاصة اخترقت رأس الضابط الرفيع وهو في حالة خطيرة .. وأضاف : "نشعر أن هذا كان كمينًا وخطط له .. وأن الجاني كان ينتظر خروج الضباط من قسم الشرطة والاعتداء عليهم" وقال المحققون إنه تم العثور على رجل آخر مقتولا بالرصاص بالقرب من خطوط السكة الحديدية على بعد بضعة مبان من مركز الشرطة وإن القتل له صلة باطلاق نار آخر .. جاء إطلاق النار في أعقاب احتجاجات على الصعيد الوطني ضد وحشية الشرطة أثارتها وفاة جورج فلويد عندما محاولة توقيفه من قبل شرطة مينيابوليس أواخر الشهر الماضي .. وألقى العديد من المٌحللين السياسيين اللوم على الخطابات الهجومية الناشئة عن الإحتجاجات والمظاهرات والخطاب التحريضي لعدد من وسائل الإعلام الأمريكية المناوئة لترامب وإدارته وتتسائل ماذا كنت تتوقع أن يحدث بعد أن حمل مثيرو الشغب اليساريون العنيفون لافتات تزعم أن "الشرطي الجيد الوحيد هو شرطي ميت" ويأتي إطلاق النار في أعقاب هجمات أخرى على شرطة إنفاذ القانون في الأسابيع الأخيرة على طول الولايات المتحدة الأميركية .. هذا وتتواصل المظاهرات في عدة مدن أمريكية احتجاجا على مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد على إثر توقيفه من قبل الشرطة. ويتظاهر الآلاف في مناطق مختلفة من البلاد وأحيانا كثيرة في تحد لحظر التجول الصارم .. ويظل السؤال من يكون الطرف الثالث الذي يسعى للوقيعة بين الشعب الأمريكي والشرطة الأمريكية .. وتابعنا وتابع العالم المسيرات الحاشدة التي خرجت في كافة الولايات المتحدة الامريكية .. في لوس أنجلوس وفيلادلفيا وأتلانتا ونيويورك وأهايو وكذلك في العاصمة واشنطن ومازالت وتحديدا قرب المتنزه الذي أُجلي المتظاهرون منه بواسطة قنابل الغاز المٌسيل للدموع وذلك من أجل إفساح الطريق أمام الرئيس دونالد ترامب وفريقه حتى يسير من البيت الأبيض إلى كنيسة قريبة لالتقاط صورة له وهو يحمل نسخة من الإنجيل .. وعلى الرغم من أن مسيرات التضامن مع حادثة وفاة "جورج فلويد" تكون سلمية في الأغلب خلال النهار فإن بعض الحشود ترتكب أعمال شغب وتخريب وإحراق ونهب في كل ليلة وتعرض خمسة من أفراد الشرطة لإطلاق نار .. وهو مايٌثير تسأولات وعلامات إستفهام حول وجود طرف ثالث يسعى لإشعال الموقف والوقيعة بين المٌتظاهرين ورجال الشرطة .. وللحديث بقية