قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

أسوأ من كورونا.. اللاجئون غير المسجلين في تركيا يسردون معاناتهم للبحث عن الرزق

لاجئون في تركيا
لاجئون في تركيا
×

قبل أزمة فيروس كورونا، كان اللاجئون غير المسجلين في تركيا يجدون صعوبة كبيرة في تأمين نفقات معيشتهم، وحتى هؤلاء الأفضل حظًا من بينهم الذين وجدوا فرصًا للعمل لم يتمتعوا يومًا بأبسط حقوق العمال الآدمية مثل العطلات الأسبوعية.


أما الآن ومع فقدان الكثيرين لمصادر رزقهم بسبب إجراءات الإغلاق والحظر المفروضة لمكافحة فيروس كورونا، أصبح على اللاجئين غير المسجلين في تركيا تحمل صعوبات إضافية، ومواجهة مستقبل ضبابي.




وبحسب صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، يؤكد بعض هؤلاء اللاجئين غير المسجلين في تركيا أن الإصابة بفيروس كورونا هو أهون ما يقلقهم الآن بينما تعاني أسرهم من الجوع وتعيش تحت تهديد دائم بالطرد من منازلها بسبب التأخر في تسديد الإيجارات.


ومن بين هؤلاء اللاجئين غير المسجلين في تركيا لطيف الله ننجرهاري، الأفغاني البالغ من العمر 35 عامًا، والذي فر من جحيم الحرب في أفغانستان واستقر في إسطنبول، وكان ينوي استقدام أسرته إلى تركيا لكنه اكتشف أنه لا يستطيع تحمل نفقاته الشخصية هو ذاته.


ويعمل ننجرهاري بالأصل مترجمًا للغة الإنجليزية، لكنه يعجز عن العثور على فرصة عمل في تخصصه أو غيره بسبب إجراءات الإغلاق، وهو يقيم في شقة يحتلها 14 أفغانيًا آخرين، ومالكها لا يتهاون في تقاضي مبلغ الإيجار في موعده بالرغم من عجز ساكنيها عن تدبيره بشكل منتظم بسبب البطالة.


وورد في تقرير صدر مؤخرًا عن منظمة المجتمع المدني "جمعية التضامن مع طالبي اللجوء" أن نسبة البطالة اللاجئين في تركيا قفزت من 18% إلى 89% بسبب التبعات الاقتصادية لأزمة فيروس كورونا، وبالرغم من أن الكثير من المواطنين الأتراك فقدوا أعمالهم بدورهم، إلا أنهم في النهاية يتمتعون بحقوق المواطنة التي تكفل لهم شيئًا من الدعم الحكومي، وهو ما يفتقر إليه اللاجئون، لا سيما غير المسجلين منهم.


ويقول اللاجئ الباكستاني غير المسجل نيجار إنه يقيم في تركيا منذ سبع سنوات، وطوال هذه الفترة لم يستطع الحصول على تصريح عمل، الأمر الذي يضفي صعوبة إضافية على محاولات البحث عن مصدر للرزق لأن أصحاب الأعمال لا يثقون في اللاجئين بشكل عام، وغير المسجلين منهم خاصة.


وقبل شهر رمضان الماضي، عمل نيجار في موقع بناء، لكن صاحب العمل لم ينقده أجره، وهو أمر شائع في تركيا بالنسبة لمن لا يملكون تصريحًا بالعمل، حيث يستغلهم أصحاب الأعمال بشكل انتهازي، ولم يستطع نيجار تسديد إيجار سكنه عن شهر مايو.


ويقول نيجار: "لست قلقًا بشأن فيروس كورونا وإنما ينتابني القلق حيال شراء الطعام وتسديد الإيجار والفواتير. فيروس كورونا لا شيء قياسًا بهذه المخاوف".


أما اللاجئ الإيراني غير المسجل مصطفى، فيعيش مع زوجته الحبلى وابنه ذي الأعوام التسعة في إسطنبول، وفي فبراير الماضي تركت الأسرة مسكنها وأنفقت كل مدخراتها لتمويل رحلة برية إلى اليونان بعدما قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح حدود بلاده مع دول أوروبا للضغط عليها في ملفات شائكة.


ولم يستطع مصطفى وأسرته عبور الحدود إلى اليونان التي لم تفتح أراضيها لاستقبال جحافل اللاجئين الهاربين من تركيا، وظلت الأسرة تتنقل من مخيم لاجئين إلى آخر حتى انتهى بها المطاف في إسطنبول مرة أخرى دون مصدر للرزق.