نشر علماء الفلك الشهر الماضي مقطعًا مصورًا يرصد ما أفادوا بأنه "ثقبًا أسود يطلق فقاعات من الغاز المكهرب والطاقة في الفضاء بسرعة تساوي سرعة الضوء تقريبًا".
ووفقًا لما جاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مؤخرًا، فإن الثقب الأسود كان يبدو على مسافة تبعد عن الأرض بحوالي 10 آلاف سنة ضوئية وكأنه "بندقية كونية" تنفث الضوء عبر السماء، في ظل وجود سحابات إشعاعية عرضها تريليون ميل.
وأضاف التقرير أن فريقًا من الباحثين، بقيادة الباحثة "ماتيلد إسبيناس" من جامعة "باريس"، قاموا بتجميع المقطع المصور مستعينين في ذلك بالأشعة السينية والمراقبات الراديوية لـ"نجم مضطرب" أُطلق عليه اسم "MAXI J182+070"، ويوجد في كوكبة "الحواء" أو "Ophiuchus" باللاتينية.
ونشر الباحثون تقريرًا حول هذا الظاهرة في التاسع والعشرين من مايو الماضي في مجلة علمية مختصة في مجال علم الفلك والفيزياء الفلكية.
وأفاد تقرير "نيويورك تايمز" بأن النجم المشار إليه فيما سبق هو في حقيقة الأمر عبارة عن نجمين: ثقب أسود أو حفرة جاذبية، كتلتها حوالي 8 أضعاف كتلة الشمس، والنجم الآخر هو نجم أصغر، كتلته نصف كتلة الشمس، ويتغذى عليه الثقب الأسود.
وأضاف التقرير أن الثقوب السوداء غالبًا ما تكون "جثثًا لنجوم ماتت وانهارت"، وهي تكون كثيفة لدرجة أنه لا يمكن حتى للضوء "الهروب منها"، وفقًا لنظرية النسبية العامة لـ"ألبرت أينشتاين"؛ ونتيجة لذلك فإن الثقوب السوداء تكون بمثابة "ممرات ذات اتجاه واحد" لأي شئ يدخلها.
وأوضح التقرير أنه في الوقت ذاته، يمكن للضغط والمجالات المغناطيسية داخلها أن تضغط على بعض المواد فائقة الطاقة إلى خارج الثقب على شكل تدفقات هائلة للطاقة؛ وقد تم رصد مثل هذه الظاهرة في شهر يوليو لعام 2018، حيث أطلق مثل هذا الثوران سحابتين محملتين بالطاقة في اتجاهين متعاكسين خارج نظام "MAXI J182+070".
وشبهت الباحثة "إسبيناس" المادة أو الطاقة التي أُطلقت بـ فقاعات الصابون، لكنها في واقع الأمر لم تكن كروية أو مليئة بالصابون، بل كانت محملة بالبلازما، وهو عبارة عن غاز مكهرب عالي الطاقة.