قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله -سبحانه وتعالى- يعلمنا حقيقة أساسية ستتحتم في علاقتنا به وبشرعه وبوحيه، وبمن أرسل من أنبيائه خاصةً نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم-، يقول- تعالى-: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}.
وأضاف « جمعة» في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن هذه حقائق ربانية إلهية صمدانية ترسم في ذهن المؤمنين من يعبدون، وحدد معنى الشرك، فإن الذي بيده الأمر خلقًا ورزقًا، إحياءً وإماتة، إعطاءً ومنعًا، نفعًا وضرًا؛ هو الله وحده لا شريك له -سبحانه وتعالى-، وهذا هو معنى التوحيد.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أنه عندما وصف الله لنا إبليس، وأنه قادرٌ على أن يوسوس في صدور بني آدم، ما هذه القوة الرهيبة لشخص ملعون، مرجوم، طريد الرحمة، مآله النار، خالدًا فيها أبدا ، كيف يوسوس لسبعة مليار ؟ -بإذن الله- وهل يعيش على طول لا يموت؟ -بإذن الله،- وعنده ذرية؟؛ إذن هذا ليس من عند نفسه ليس بذاته، بل بإذن من هو قاهرٌ فوق عباده يفعل ما يشاء {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}.
وتابع المفتي السابق أنه لذلك فإبليس هذا لا قيمة له؛ لأنه ما أخذ ما أخذ إلا بإذن الله من ناحية الاتصال، من ناحية الوسوسة، من ناحية الشر، من ناحية العمر، من ناحية الذرية، قال - سبحانه-: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}، وأيضا نحن لا نراه وهو يرانا ، ونحن لا نعرف ماذا يعمل وهو يعرف ، ما هذه القدرة الجبارة ؟! ولكنها تحت قوله -تعالى- {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} .
وواصل الدكتور على جمعة: يعني إبليس لا يفعل هذا كنوعٌ من أنواع الخروج عن قدرة الله وقهره، بل هو مقهورٌ لله -سبحانه وتعالى-، وإلى يومنا، وإلى أبد الآباد، والله هو الأصل، ولولا إذنه لما كان إبليس، ولا كانت قدرته، ثم إنه سلبه السلطان على ابن آدم وأنه يتدخل فيرغمه في اختياره لا سلطان له، هذا بإذن الله، وبقهر الله، وأعطى ابن آدم حق الاختيار، وهداه النجدين هذا بإذن الله، وبقدرة الله.
وأكمل: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : «حياتي خيرٌ لكم ومماتي خيرٌ لكم تعرض علي أعمالكم» يعني تعرض عليه أعمال مليار ونص بني آدم -بإذن الله- «فإن وجدت خيرًا حمدت الله، وإن وجدت غير ذلك استغفرت لكم» وهل عنده وقت يستغفر لمليار ونص؟! {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} هكذا أراد الله -تعالى-، وهل سيستجيب الله لنبيه ﷺ ؟ المأمول أنه يستجيب لحبيبه ﷺ ، ولكن هناك من لا يستحق استغفار النبي ﷺ له فما الذي يكون؟ {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}.