- الكنيسة تحتفل بتذكار حلول الروح القدس في أورشليم
- عيد العنصرة والبنديكوستى من أسماء العيد المعروفة في الكنيسة
- ليلة عيد الخمسين كان يحتفل فيها بتتميم سر المعمودية المقدسة
- الكنيسة اعتادت في تذكار حلول الروح القدس على سيامة الأساقفة الجدد
تحتفلالكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، الأحد، بعيد العنصرة أو ما يطلق عليه عيد الخمسين، وهو عيد مسيحي يحتفل به بعد عيد القيامة بخمسين يومًا، ويقصد به حلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح بعد صعوده بعشرة أيام حسب رواية سفر أعمال الرسل.
ويشير عيد الخمسين في الكنائس الشرقية إلى الخمسين يومًا بين عيد القيامة وحتى عيد العنصرة، لذا فيُطلق على الكتاب الذي يحتوي على النصوص الطقسية الخاصة بهذه الفترة كتاب الخمسين، كما يطلق على هذا العيد عيد الخمسين أو أحد العنصرة.
اقرأ أيضا:
و"عنصرة" Pentecost كلمة عبرانية معناها اجتماع أو محفل، واستخدمت الكلمة "عنصرة" لتشير إلي عيد الخمسين اليهودي الذي كان يجتمع فيه كل ذكر من اليهود من كل بقاع الأرض إلى أورشليم للاحتفال بالعيد، كما أطلقت الكلمة أيضا علي عيد الخمسين المسيحي الذي فيه حل الروح القدس على المجتمعين في علية صهيون، فصار يدعى في العهد الجديد "عيد العنصرة" في العبرية، أو "عيد البنديكوستي" في اليونانية.
ويقع عيد الخمسين اليهودي بعد سبعة أسابيع كاملة من عيد الفصح اليهودي، لذلك سمي "عيد الأسابيع"، ويسمى أيضا "عيد الباكورة" أي باكورة حصاد الحنطة (القمح)، وكذلك يدعى "عيد الحصاد" أي أتمام حصاد الشعير، وبدء حصاد الحنطة.
وعيد الخمسين عند اليهود هو أحد الأعياد الثلاثة الكبرى التي كان يتحتم على كل ذكر من الشعب الإسرائيلي أن يذهب فيها إلي أورشليم، ليمثل أمام الرب، ويقدم تقدمته للرب، وهي رغيفان (كان هذا الرغيف كبيرا في حجمه، فوزن الرغيف بحسب الشريعة يكون عشر الأيفة أي حوالي 2,3 لترا من دقيق القمح المحصود حديثا، وكان طول الرغيف سبعة أشبار، وعرضه أربعة أشبار، وسمكه سبعة أصابع من الدقيق الذي يطحن من غلة الحصاد مع ذبيحة سلامة، وذبيحة محرقة، وذبيحة إثم).
وفيما بعد وفي عصور متأخرة، حفظ العيد كتذكار لإعطاء الشريعة إلى موسى النبى "عليه السلام" على جبل سيناء، أكثر من حفظه كيوم في عيد الحصاد، فصار هو عيد بدء تاريخ اليهود القومي، إلا أن فيلو ويوسفيوس والتلمود القديم لم يشيروا إلى أي علاقة بين هذا العيد وبين إعطاء الشريعة على جبل سيناء، وكان أول من خلع عليه هذا المعنى هو "ميمونديس" المعلم اليهودي العظيم، ونقل عنه بعض الكتاب المسيحيين.
وفي هذا اليوم ذاته بينما كان كثير من اليهود من نحو ثمانية عشر أمة ولسان قد أتوا إلى أورشليم ليحتفلوا بالعيد، انسكب الروح القدس على الكنيسة ممثلة في العلية التي اجتمع فيها التلاميذ مع جمهور كثير من رجال ونساء، وحل الروح القدس على الجميع، فاكتسب العيد معنى جديدا في الكنيسة المسيحية، إذ صار اسمه "عيد حلول الروح القدس"، أو "عيد الخمسين"، ومن ثم عرف في اليونانية باسم ή πεντηκοστή (بنديدكستي) Pentecost، أي يوم الخمسين The Fiftieth Day من قيامة السيد المسيح من بين الأموات.
ومنذ ذلك التاريخ، اعتبر عيد الخمسين أو عيد البنديكستي هو العيد الثاني في الكنيسة بعد القيامة، لذلك فهو يعد أقدم أعياد الكنيسة المسيحية بعد عيد القيامة، وهناك ثلاث إشارات إلي يوم الخمسين في العهد الجديد وقد وصلت الاحتفالات التي كانت تقام في أثنائه من مذكرات السائحة الأسبانية الراهبة ايجيريا في القرن الرابع الميلادي.
ويقارن القديس جيروم (342-420 م) بين الكنيسة المسيحية، وبين بدء تاريخ اليهود القومي فوق جبل سيناء، فيقول: "هناك سيناء وهنا صهيون، هناك الجبل المتزلزل وهنا البيت المهتز، هناك الجبل المتقد بالنار، وهنا الألسنة من نار، هناك الرعب الصاخب، وهنا أصوات ألسنة كثيرة، هناك رنين الأبواق، وهنا نغمات بوق الإنجيل".
ومنذ عصور المسيحية المبكرة أطلقت كلمة "بنديكستي" أو زمن العنصرة ليس علي يوم العيد نفسه وحسب، بل وأيضا علي طيلة الأسبوع الذي يليه.
وكانت ليلة عيد الخمسين هي واحدة من الليالي التي كان يحتفل فيها بتتميم سر المعمودية المقدسة، وقد تقلصت هذه العادة في الشرق منذ قرون عديدة، ولكنها ظلت مرعية في كنيسة روما حتى سنة 1955 م، وكان الاحتفال بالعيد في الكنيسة المسيحية في قرونها الأولي يستمر أسبوعًا كاملًا -كما كان يفعل اليهود- ثم يعقبه صوم الرسل، ونعلم أنهم كانوا "لا يعملون في يوم الخمسين، (بسبب استعلان الروح القدس الذي مُنِحَ للمؤمنين بالمسيح). أي أنه كان أحد أيام العطلات الرسمية.
واعتادت الكنيسة منذ سنوات على سيامة الأساقفة الجدد في هذا اليوم "ذكرى حلول الروح القدس على التلاميذ"، إلا أن ظروف جائحة كورونا تسببت في تأجيل جميع الصلوات والاحتفالات إلى جانب تأجيل اجتماع المجمع المقدس، ووقف جميع الصلوات والأنشطة الكنسية.