قال الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية، وأمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية، إن صلاة السنة هي التي يثاب فاعلها فى الدنيا والآخرة ولا يعاقب تاركها؛ مبينًا أن المحافظة عليها من أحب الأعمال إلى الله – سبحانه وتعالى-.
وأوضح «عبد السميع» فى إجابته عن سؤال: « ما حكم ترك صلاة السنة؟»، أن المسلم لا يحاسب على ترك صلاة السنة، ولكنه بذلك يضيع على نفسه ثوابًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا.
وأضاف: السنن تجبر النقص الذي في الفرائض ،والفرائض لابد فيها من وجود نقص فمن ، ترك النوافل من أين يجبر النقص ؟
واستشهد على كلامه بما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ»، رواه البخاري.
وأشار إلى أن صلاة السنة تنقسم حسب أهميتها إلى سنن مؤكدة وهي التي واظب عليها نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- ولم يتركها في حياته، وسنن غير المؤكدة وهي السنن التي أدّاها النبي في كثيرٍ الأوقات ولم يداوم عليها.
جدير بالذكر أن السنن المؤكدة هي: ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات قبل صلاة الظهر، و ركعتان بعد صلاة الظهر: ويمكن للمسلم في حال أراد الاستزادة أن يصلي أربع ركعات بدلًا من اثنتين، و ركعتان بعد صلاة المغرب، و ركعتان بعد صلاة العشاء.
ويذكر أيضًا أن السنن غير المؤكدة هي: أربع ركعات قبل صلاة العصر، و ركعتان قبل صلاة المغرب، وركعتان قبل صلاة العشاء، و الركعتان المضافتان إلى سنّة الظهر البعدية.
اقرأ أيضا:
حكم صلاة السنة لمن عليه فوائت
أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الاشتغال بقضاء الفوائت أَوْلَى وأهم من النوافل، إلا سنن المفروضة وصلاة الضحى وصلاة التسابيح والصلوات التي رويت فيها الأخبار، مشيرةً إلى أن هذا ما نقله الإمام الطحطاوي في "حاشيته على الدر"، وابن عابدين في "رد المحتار" عن "المضمرات".
وأضافت «الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال: « حكم صلاة السنة لمن عليه قضاء صلوات؟»، أن الصلوات النافلة التي رويت فيها الأخبار عديدة كصلوات: (تحية المسجد والأربع قبل العصر والست بعد المغرب).
وذكرت ما قاله صاحب "الدر" في فصل في "العوارض المبيحة لعدم الصوم": [إن قضاء الصوم واجب على التراخي؛ ولذا جاز التطوع قبله، بخلاف قضاء الصلاة].
واختتمت بما ورد من أن الإمام الطحطاوي كتب بخلاف قضاء الصلاة ما نصه: [فإنه على الفور؛ لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ فَنَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا»؛ لأن جزاء الشرط لا يتأخر عنه، وظاهره أنه يُكره التنفل بالصلاة لمن عليه فوائت، قلت: قدَّمنا حكمه في قضاء الفوائت وهو الكراهة إلا في الرواتب والرغائب فليراجع].
هل تُغني صلاة السنة والنوافل عن قضاء الصلاة الفائتة؟
ورد سؤال للشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء من سائل يقول" هل تُغني صلاة السنة والنوافل عن قضاء الصلاة الفائتة
أجاب أمين الفتوى خلال لقائه على فضائية "الناس" أن صلاة السنة لا تغني وعليها ألاتصلي السنة، بل تجعل وقتها لصلاة الفرض لأنها يعتبر دين ، ولا صدقة ولاصيام سيفي هذا الدين.
وتابع: صل فرض مع فرض ولا تشغل نفسك بصلاة السنة لأن المطلوب قضاء الفوائت من صلاة الفرض.
حكم صلاة السنة قاعدا والفريضة قائما
قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن القيام ركن من أركان الصلاة المفروضة، إلا إذا كان الإنسان عاجزا عن الوقوف.
وأضاف وسام، في إجابته على سؤال "ما حكم صلاة السُنة قاعدة والفريضة قائمة؟"، أنه لا مانع من أن يصلي الشخص وهو جالس ولكن في حال إذا كان مريضا أو لا يستطيع القيام فله أن يصلي وهو جالس، فالصلاة تصح ولا تكون باطلة مع كون الوقوف ركن في الفريضة، ولكن القيام في النافلة أمرها أهون وأيسر لذلك يقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم".
وأشار إلى أنه إذا قال لكِ الطبيب صلي وانتي جالسة فعليكِ أن تنفذي ما قاله لكِ ولا تتحاملي على نفسك سواء في الوقوف لأداء الصلاة الحاضرة، أو الصلاة الفائتة لأن الشريعة الإسلامية توجب المحافظة على الإنسان، فالصلاة جلوسا لعذر كالصلاة من قيام نفس الأجر ففي صلاة الفريضة لابد أن نصلي قائمين ولكن إن قال الطبيب من الجلوس أثناء الصلاة ففي هذه الحالة يجب سماع كلام الطبيب ولنا أجر القائمين.