على مدار الأسابيع الماضية، سلط العاملون في مجال الرعاية الصحية الضوء على أحد الأعراض غير المعتادة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وهو فقدان حاستي الشم والتذوق.
والآن، كشف العديد من المرضى المتعافين من "كورونا" عن عدم استعادتهم لأي من هاتين الحاستين بعد أشهر من التخلص من العدوى المميتة، أو ضعف الحاستين في حال استعادتهما.
وقال عدد من المرضى المتعافين في تصريح لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنه لا يمكنهم شم العطور، إلى جانب أن بعضًا من الأطعمة المفضلة لديهم، مثل "البيتزا"، أصبح مذاقها الآن كـ"الكرتون".
ويقول الأطباء إن بعض الناجين من الفيروس سوف يستعيدون في النهاية حاستي الشم والتذوق، لكن بالنسبة لآخرين، فإن "ذلك اليوم قد لا يأتي إطلاقًا"، بحسب ما ورد في تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وسلط التقرير الضوء على حالة أحد المتعافين: "مات نيوي"، وهو من ولاية "يوتا" الأمريكية ويبلغ من العمر 23 عامًا؛ وأوضح التقرير أنه قد أصيب بفيروس "كورونا" في شهر مارس الماضي، ولم تكن حالته خطيرة، وسرعان ما تعافى من الفيروس، لكن على الرغم من أنه تخلص من السعال، إلا أن عدم قدرته على التذوق أو الشم ظل باقيًا معه.
وقال في تصريح لـ"وول ستريت جورنال" إنه أثناء قيامه بتنظيف منزل جدته الراحلة في أواخر شهر أبريل الماضي، حاول شم زجاجة عطر خاصة بها، لكن دون جدوى؛ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث غير المرض أيضًا علاقة "نيوي" بالطعام، حيث لم يعد في إمكانه الشعور سوى بقوام الطعام، لكن ليس بالمذاق؛ وأشار إلى أنه أمضى ذات مرة يومًا ونصف بدون تناول أي شئ نظرًا لأن "معدته لم تعد تتواصل"، فضلًا عن أنه قد يستغرق في بعض الأحيان مدة تصل إلى ساعتين للانتهاء من وجبة الإفطار أو الغداء.
ولا ينطبق ذلك على "نيوي" وحده، حيث قال مريض متعاف آخر في الثانية والستين من عمره، ويُدعى "دان ليرج" في تصريح للصحيفة الأمريكية إنه لم يستطع الاستمتاع بتناول الطعام منذ تعافيه من فيروس "كورونا" في شهر مارس الماضي وفقدانه حاسة التذوق، حتى أن مذاق البيتزا بالنسبة إليه أصبح مثل "الكرتون".
وفي السياق ذاته، أفاد تقرير "ديلي ميل" بأن الأكاديمية الأمريكية لطب الأنف والأذن والحنجرة كانت قد طالبت مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في شهر مارس الماضي، بإضافة عدم القدرة على الشم إلى قائمة الأعراض المحتملة لفيروس "كورونا"؛ وفي ذلك الوقت، قالت منظمة الصحة العالمية إنها تدرس صلة محتملة بين الاثنين، لكن الدلائل كانت أولية.
وكذلك وجدات دراسة مشتركة بين إيطاليا والمملكة المتحدة نُشرت الشهر الماضي أن 64 في المائة من مرضى "كورونا" أشاروا إلى معاناتهم من "تغير في حاسة الشم أو التذوق".
ويقول الطبيب "جيمس ديني"، من الأكاديمية الأمريكية لأمراض الأذن والأنف والحنجرة، إنه عندما تبدأ عملية إعادة فتح الشركات والمؤسسات فإنه من الضروري بالنسبة لأي شخص يعاني من هذا العَرَض إجراء فحص "كورونا" أو البقاء قيد الحجر الصحي الذاتي.
وذكر في تصريح لوسائل إعلام أن الإصابة بتغير مفاجئ في حاسة الشم أو التذوق ربما يكون مؤشرًا أوليًا على الإصابة بعدوى "كورونا"، لذلك يجب الانتباه حيدًا والعمل على تجنب نشر العدوى.