تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة لقطات مؤثرة ترصد لحظة اجتماع شمل ممرضة مع ابنتيها بعد فراق دام لمدة 9 أسابيع بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث كانت الأم تتولى علاج المرضى المصابين بالفيروس.
وكانت الأم "سوزان فوجان"، وهي من مقاطعة "نورفولك" الواقعة في شرق إنجلترا، قد اتخذت قرارًا مؤلمًا بالانفصال مؤقتًا عن ابنتيها "بيلا"، البالغة من العمر 9 أعوام، و"هيتي"، 7 أعوام، في فترة عملها في غرف العمليات ووحدات العناية المركزة بمستشفى محلي خلال ذروة وباء "كورونا".
ووفقًا لما جاء في تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن "فوجان"، البالغة من العمر 43 عامًا، كانت في الأساس مسئولة عن رعاية المرضى خلال مراحل التخدير والجراحة في غرف العمليات، كما كانت تتولى تجهيز المعدات، لكن خلال الأزمة تمت الاستعانة بها للعمل في وحدات العناية المركزة المخصصة لمرضى "كورونا".
وأمضت 9 أسابيع بعيدًا عن ابنتيها لحمايتهما من خطر التعرض للعدوى المميتة، التي تجاوز عدد الإصابات بها حتى الآن 6 ملايين حالة، في حين واصلت هي أداء عملها في الخطوط الأمامية لإنقاذ المرضى؛ وخلال هذه الفترة، كانت شقيقتها "شارلوت" تتولى رعاية الفتاتين، وقد قامت بمشاركة اللقطات التي ترصد لحظة اجتماع شمل الأم مع ابنتيها عبر موقع التغريدات القصيرة "تويتر" في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وكانت الأم قد قررت الحضور بشكل مفاجئ للاطمئنان على ابنتيها بعد أن تركتهما في رعاية شقيقتها منذ الثامن والعشرين من مارس الماضي، وبالفعل اقتربت منهما بهدوء أثناء جلوسهما في منزل شقيقتها، وفور أن انتبهتا إليها سارعتا بالقفز في أحضانها في مشهد مؤثر.
وقالت الأم في تصريح لوسائل إعلام إنها قررت الابتعاد عن الفتاتين لحمايتهما من خطر العدوى الذي كانت معرضة له يوميًا أثناء عملها بالمستشفى، ذلك إلى جانب أنها كانت ترغب في العمل لساعات أطول لمساعدة المرضى، ولم يكن في إمكانها القيام بذلك ورعاية طفلتيها في الوقت ذاته.
وقررت العمل لمدة 50 ساعة أسبوعيًا، بدلًا من 28 ساعة، للمساعدة في محاربة الفيروس.
وأكدت أن قرار ترك طفلتيها كان صعبًا للغاية بالنسبة إليها، لكنه كان بمثابة "تضحية" عليها القيام بها؛ وأضافت أنها اضطرت لإعطاء الأولوية لعملها على مدار 9 أسابيع، لكن الأوان قد حان الآن لإعطاء ابنتيها الأولوية.
ولاقت اللقطات التي ترصد لحظة لقاء الأم بابنتيها بعد هذا الفراق الطويل تفاعلًا على منصات التواصل، كما تداولتها عدة مواقع إخبارية بريطانية.