سعت مصر منذ دخول الاحتلال إلى بعض دول أفريقيا أن تساند أشقائها فى مكافحة المستعمر الذي يسعي لينال من ثروات شعوب القارة فكانت أول دولة عربية وإسلامية تقيم علاقات دبلوماسية مع بوروندى عقب حصولها على استقلالها عام 1962، وبعدها بعامين قامت مصر بإنشاء سفارتها، بالتحديد 8 ديسمبر 1964.
إقرأ أيضا: مصر وأفريقيا.. كيف دعمت القاهرة استقلال إريتريا؟
لم ينقطع الدعم المصري لبوروندى بعد استقلالها بل كان عام 1962 إنطلاقة حقيقة لتقارب الشعبين، حتى أن الدولة المصرية ساندت بوروندي خلال فترة الحرب الأهلية التى استمرت أكثر من 12 عاما.
استمرارية العلاقات المصرية البوروندية لا تستند إلى جانب واحد سياسي أو اقتصادى فقط ولكن مصر وبورندى مثال يحتذي به على كافة الجوانب فهناك زيارات دبلوماسية متبادلة بين البلدين ففى عام 2015 استقبلت القاهرة المستشار الخاص لرئيس جمهورية بوروندي حيث التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وسلمه رسالة من الرئيس البوروندي تضمنت الإعراب عن حرص بوروندي على دعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والانتقال بها إلى آفاق أرحب.
أقرأ أيضا: رئيسها زار مصر ثلاث مرات.. القاهرة وجنوب السودان يدان تتحدان فى الخير
من جانبه أكد الرئيس السيسى حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع بوروندي في إطار انفتاح مصر على أفريقيا، وفى نفس العام قام جبريال نتيزيرينا رئيس مجلس الشيوخ البوروندي بزيارة لمصر، استقبله سامح شكري وزير الخارجية. بحثا الجانبان مجالات التعاون المقترحة بين البلدين وسبل تعزيزها والدور الهام الذى تقوم به الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى دعم برامج التنمية والبناء المؤسسي فى بوروندي فضلًا عن مجالات التعاون الأخرى بين البلدين.
وهكذا تستمر الزيارات المتبادلة بين الشعبين الشقيقين على الصعيد الدبلوماسي. أما على الصعيد الاقتصادى نجد أن حجم التبادل التجارى بين البلدين يبلغ ما يقرب من مليون دولار سنويًا.
وعلى الصعيد الثقافى فقد شاركت فى المسابقة الرسمية في الدورة العاشرة لمهرجان السينما والفنون السمعية البصرية البوروندى FESTICAB خلال الفترة من 4 – 11 مايو 2018.
أما على مستوى المساعدات الطبية فقد أنشأت مصر فى أغسطس 2017 المستشفى المصري البوروندي في محافظة بوروري، والتي تم الاتفاق بين حكومتي الدولتين في عام 2008 على قيام مصر بإدارته، بحيث يتحمل الجانب المصري تكاليف تجهيز المستشفى وتوفير الأطباء، بينما يتحمل الجانب البوروندي توفير مبنى المستشفى. ووصل عدد الأطباء المصريين بالمستشفى إلى 20 طبيبًا في مختلف التخصصات.
وفى إطار تقديم المساعدات الطبية المصرية، أرسلت مصر فى فبراير 2018 الشحنة الأولى من المساعدات الطبية (6 أجهزة غسيل كلوي – وحدتي معالجة مياه) المقدمة إلى بوروندي وذلك لإقامة مركزين مصريين للغسيل الكلوي بقيمة تقترب من 2 مليون جنيه مصري.
وخلال العام الماضي قامت عبير بسيوني رضوان سفيرة مصر لدى بوروندي بتسليم السفير باسكال روهومفيومورد مُمثل الحكومة البوروندية والمدير العام للعلاقات الثنائية بوزارة الخارجية البوروندية، شحنة المساعدات المصرية الجديدة المقدمة للجانب البوروندي عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.