رصد الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، واحدة من أكبر الأزمات التي قال إنها أصبحت سمة عامة بين الناس في الوقت الراهن، وهي انتشار الإحباط واليأس بينهم، طارحًا مبدأ إيمانيًا للعلاج منه، يتلخص في قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، التي هي دواء لـ 99 داءً أيسرهم الهم.وشرح «خالد» كيف يسير الإنسان في حياته معتمدًا هذا المبدأ، من خلال العمل بكل قوة وجهد وعرق وإبداع، على أن يخرج من حوله وقوته إلى حول الله وقوته، لا حول عن كل معوق في الحياة إلا بالله.. لا قوة على كل نجاح وإنجاز إلا بالله.
وقال: إن "لا حول ولا قوة إلا بالله، هي قوة دفع للأمام ضد الإحباط واليأس، تجعل الإنسان يرى الحقيقة واضحة وليس الوهم، وهو أن الكون ملك الله فلماذا اليأس"، واعتبرها الدافع نحو العمل والنجاح والتحدي بلا يأس أو إحباط.
وأضاف الداعية الإسلامى محفزًا كل مصاب باليأس والإحباط: "حتى لو كنت ترى الواقع صعبًا، وأن طاقتك لها حدود ونهاية، ضع هذا المبدأ نصب عينيك، واستعن بحول الله وقوته "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"، كلما عملت زادك طاقة وجهدًا، وحول الله وقوته طاقة لانهاية لها".
وأعطى "خالد" "على ذلك مثلًا بقصة النبي يونس عليه السلام حين استثقل مهمة تغيير معتقدات أهل "نينوى"، التي كان عدد سكانها يبلغ نحو 50 ألف نسمة، لأنه في تلك اللحظة لم يضع حول الله وقوته في المعادلة.
وأشار إلى أنه عندما ابتلع الحوت سيدنا يونس عليه السلام، عاد بقوة لاحول الله وقوته "فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"، وأرسله الله إلى قوم كان عددهم أكبر من تعداد السكان الأوائل بمقدار الضعف ويزيد، ومع ذلك نجح في إيصال رسالة الله إليهم، معتمدًا في ذلك على حول الله وقوته.
وطرح "خالد" خطة عملية تمكن الإنسان من أن يعيش بحول الله وقوته، من خلال ذكر "لا حول ولا قوة إلا بالله" 100 مرة في اليوم، وأن يعيش معنى لا حول ولا قوة إلا بالله في كل حياته، وأنه كلما صعبت عليه الحياة نادي الله "يارب خرجت من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك".
وشدد على أن العقيدة ليست أفكار جامدة ولكن العقيدة لتفعيل الحياة، كما أنها ليست أداة للحكم على الناس وتكفيرهم ولكن لتحفيزهم وإسعادهم، داعيًا إلى معالجة الإحباط بزرع فكرة لا حول ولا قوة إلا بالله داخل النفس، لأن الإيمان يحيي الحياة.
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن منالأذكار الجامعةلمعاني التوحيد وتكثر على ألسنة الذاكرين قولهم: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، موضحًا أنها تعني أنه لا توجد قوة مؤثرة في هذا الكون، ومحركة لكل محرك، ومسكنة لكل ساكن إلا قوة الإله الحق سبحانه وتعالى.
اقرأ أيضًا: حسبنا الله ونعم الوكيل ..علي جمعة يوضح معناها ومتى تقال وماذا يحدث بسببها
وأوضح الشيخ علي جمعة في بيان له، أن المسلم كأنه يعلن فيها قول لا إله إلا الله، ويعترف لربه أنه لا يحول بينه وبين كل ضار، ولا يمنع بينه وبين كل سوء إلا الله، ولا يقويه على كل خير، وعلى كل نفع إلا الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى انه الله سبحانه وتعالى برحمته يحول ويمنع بين الشرور والكوارث ، وبرحمته سبحانه يقويه على كل نفع وكل خير ينفع به نفسه وأرضه والناس أجمعين.
وأضاف أن هذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزًا من كنوز الجنة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ لعبد الله بن قيس: « يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِىَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » [أخرجه البخاري].وتابع أن ابن عطاء الله السكندري بنى «الْحِكَم العطائية» وهى 213 حكمة كلها تدور حول شرح جانب من جوانب معنى أنه (لا حول ولا قوة إلا بالله)، مؤكدًا أن العبد إذا عرف أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، رد الأمر لله، ولم يغضب إلا لله، ولم يفعل إلا لله، ولم يرضَ إلا لله.إقرأ أيضًا|
كيفية طرد وساوس الشيطان.. 4 أعمال تحميك من شره وتجعله يهرب منك
واختتم عضو هيئة كبار العلماء بيانه أنه ليس معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أننا نعتزل الحياة الدنيا، وأن نترك الأسباب التي أمرنا اللهُ سبحانه وتعالى أن نقوم فيها، ولكن معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أن ترى اللهَ في كل شيء؛ خلقًا، وفعلًا، ومواقف.
أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، معنى قول "لا حول ولا قوة إلا بالله "،مؤكدا أنه لا يوجد شئ يتم فى هذا الكون إلا بالله عز وجل فالفاعل الحقيقي فى هذا الكون هو الله عز وجل.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج من القلب للقلب، المذاع عبر فضائية ام بي سي مصر، أن المتفضلعلىالإنسان فى الأخلاق الجيدة التى من الممكن أن يكتسبها هو المولى عز وجل، وأى شئ يفعله الإنسان من أعمال صالحة وصلاة وصوم وحج وزكاة وغير ذلك المتفضل فى ذلك هو الله عز وجل أى هو من وضع فى قلبك الإقبال عليه وهو الذى جعلك تفعل هذه الأعمال ففى الحقيقة الإنسان صورة وهيئة فالله سبحانه وتعالى أرادك وأتى بك فلا تظن فى نفسك انك فى مرتبة عليا وغيرك فى مرتبة سفلى فتحتقر الناس بل عليك أن تقول يارب ادم عليا هذه النعمة وأحفظها من الزوال وزدني خيرًا منها وردني اليك ردًا جميلًا وأن يكون فى قلبك شفقة على العاصي والمخطئ.
علي جمعة يوضح معنى لا حول ولا قوة إلا بالله
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن شأن المسلمين في الذكر الاهتمام بما أسموه بالكلمات العشر المباركات وهي كلمات علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنواجه بها الحياة كلها وهي «سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله [وهذه الخمسة أسموها الباقيات الصالحات] استغفر الله، ما شاء الله، حسبنا الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون، توكلت على الله ».
وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية أن الكلمة الخامسة هي (لا حول ولا قوة إلا بالله) وتعني أنه لا يحول ولا يمنع بينك وبين كل ضر أو خير إلا الله، كما أنه لا تصلك ولا يصل أحد خيرًا إلا بقوة الله، فبقوة الله وحده تحدث الأشياء، وبحول الله وحده تتمنع الأشياء عن الحدوث؛ لأنه في الحقيقة لا حول ولا قوة لأحد في هذا الكون إلا لله سبحانه وتعالى.
وأوضح أن هذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزًا من كنوز الجنة، فقد قال النبي ﷺ لعبد الله بن قيس: (قال يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله) [أخرجه البخاري]، وينبغي لمن يذكر الله بهذه الكلمة أن تحدث له تسليمًا وإخباتًا وخضوعًا لله وحده، ولا يخشى من غير الله حيث لا فعل له في الكون ولا قوة ولا حول.
وتابع: تلك الكلمات الخمس من الكلمات العشر هي التي قال عنها العلماء (الباقيات الصالحات) التي ذكرها الله في كتابه حيث قال : (المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)، وقال سبحانه : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًا) ، قال النبي ﷺ : (استكثروا من الباقيات الصالحات. قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال : الملة. قيل : وما هي ؟ قال : التكبير، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا بالله) [أخرجه الحاكم في المستدرك].
وأكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن "النبي صلى الله عليه وسلم قال إن "لا حول ولا قوة إلا بالله" كنز من كنوز العرش وهي تعني أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد ولا يكون في هذا الكون شيء إلا ويعلمه".
وأضاف "جمعة"، خلال "برنامج والله أعلم" المذاع على فضائية الـ"سي بي سي"، ان "هذه المقولة هي الحقيقة نفسها وتيقنها جيدا يؤدي الى حسن التوكل على الله وحسن الاستعانة بالله وفضل سؤال الله كما تؤدي الى تخلية القلب من القبيح والتحلي والتجلي كما ستؤدي الى التسليم والرضا".