يعد التبرع بالدم أمرا ضروريا لاستمرار حياة الكثير من المرضى الذين بحاجة إلى مشتقات الدم كالصفائح الدموية والبلازما، وبالأخص مرضى السرطان والحالات الحرجة، ولكن بانتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تأثرت عملية التبرع بالدم في مصر والعالم بسبب المخاوف المتعلقة بنقل المرض من أو إلى المتبرع بالدم، بينما تكافح المستشفيات ضد وباء الفيروس المستجد، سيحتاج الآلف من الناس في جميع أنحاء العالم إلى اهتمام من نوع آخر حول إمكانية توفير دماء لإنقاذ حياتهم.
النساء اللواتي يعانين من مضاعفات في الحمل، الاطفال المصابين بفقر الدم، والأشخاص الذين يعانون من مضاعفات خطيرة، مرضى السرطان، وغيرهم من الأشخاص الذين سيظلوا على قيد الحياة بدماء غيرهم يسري في أجسادهم، ولكن هل يشكل التبرع بالدم ضررا أو احتمالية نقل الفيروسات من شخص لآخر ؟
إحصائيات عالمية
يزداد الإقبال على الحاجة إلى الدماء التي يتبرع بها الأشخاص، فهذه الخدمة الخيرية هي الأكثر اتياجا على مدار 365 يوما في العام، وبحسب إحصائية نشرت على صحيفة إندبندنت البريطانية، تحتاج المستشفيات إلى 135 ألف متبرع بالدم سنويا لتلبية احتياجات المرضى الأساسية من مشتقات الدم.
وفي بلد مثل بريطانيا، كانت الدماء في المستشفيات لا تنقطع، ولكن وفقا لجمعية (بلود آند ترانسبلانت) لخدما تالتبرع بالدم، فإن كمية الدم التي تم جمعها في إنجلترا الأسبوع الأخير من شهر مارس الماضي كانت أقل بنسبة 15% مما كان متوقعا، وأصبحت هذه النسبة تقل يوما بعد يوم، حتى أنها انخفضت بنسبة 30% في أبريل الماضي.
التبرع بالدم في مصر
"وريد ووريدة" دشنت وزارة الصحة والسكان المصرية الحملة التي تحمل هذا الاسم قبل عدة أيام، للتوعية بأهمية التبرع بالد ودور الصفائح الدموية في إنقاذ حياة الكثير، من خلال حلقات بطريقة الرسوم الكارتونية بالأداء الصوتي للفنانة بشرى والفنان حسن الرداد، وأوضحوا في الحلقات أهمية التبرع بمشتقات الدم ودورها، وذلك للتشجيع على التبرع بالدم لإنقاذ حياة المرضى.
وبدأت الحلقة الأولى بالحديث عن أهمية التبرع بالصفائح الدموية ودورها في السير مع كرات الدم البيضاء والحمراء في البلازما لتكوين الدم، وتعمل أيضا على وقف النزف، وتأتي هذه الحملة للتشجيع على التبرع بالدم في مصر.
حقيقة نقل العدوى
حثت العديد من المستشفيات في دول العالم على التبرع بالدم، خاصة بعد الانخفاض الأخير الملحوظ، وقال متحدث باسم منظمة (بلود آند ترانسبلانت): "نحتاج إلى أشخاص يتمتعون باللياقة البدنية والصحية لمواصلة التبرع كالمعتاد أثناء تفشي الفيروس المستجد"، وتابع المتحدث باسم المؤسسة البريطانية أنه لا يوجد دليل على انتقال أي من الفيروسات التاجية ومنها كورونا المستجد عن طريق الدم.
ولا تزال مراكز التبرع بالدم في المملكة المتحدة مفتوحة، مع اتخاذ مجموعة من الاجراءات الاحترازيية لسلامة المتبرعين، ومنها تحديد موعد لكل شخص على حدا للتبرع بالدم، ويتم اختيار المتبرعين بالدم بناءا على عدة شروط منها أنهم يتمتعون بصحة جيدة ولا يشكل تواجدهم بالمستشفى خطرا على حياتهم (أي أنهم ليسوا من أصحاب الأمراض المزمنة او المناعة الضعيفة)، فضلا عن التعقيم المستمر لغرف التبرع، والموظفين من خلال غسل أيديهم باستمرار.
يتبع كل مركز من مراكز التبرع بالدم بأعلى معايير السلامة ومكافحة العدوى، وتم تنفيذ احتياطات إضافية، منها فحص درجات الحرارة ، والتباعد الاجتماعي ، وتغطية الوجه للمتبرعين والأأطقم الطبية، لضمان صحة جميع الحاضرين، ويُطلب منهم ارتداء غطاء للوجه أو قناع أثناء القيادة ، بما يتماشى مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية العامة.
الصليب الأحمر ومستشفيات أمريكا
أعلنت منظمة الصليب الأحمر في الولايات المتحدة ع وقف عملية التبرع بالدم في المستشفيات الأمريكية، قبل عدة أشهر، ولكن أعلنت اخيرا استئناف العمل لوجود حاجة ملحة للتبرع بالدم لمنع نقص مشتقاته في المستشفيات، كالعمليات الجراحية وغيرها، بعد توقف بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وطلبت المنظمة من الأشخاص الأصحاء الذين يشعرون بصحة جيدة التبرع خلال الأيام والأاسابيع القادمة، مع تحديد موعد للتبرع بالدم عبر تطبيق مجاني للتبرع بالدم.
كوستاريكا تتحدى كورونا بالتبرع بالدم
احتلت كوستاريكا المركز الثاني في قائمة الدول الأكثر تبرعا في الدم في أمريكا اللاتينية، وفقًا لتقرير "إمدادات الدم لعمليات نقل الدم في دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 2016-2017" الذي أجرته منظمة الصحة للبلدان الأمريكية (PAHO) ، فإن 16.1 من كل 1000 كوستاريكي يمنحون الحياة من خلال التبرع بالدم.