قررت مهندسة بريطانية مؤخرًا التخلي عن وظيفتها بهدف التفرغ لإنتاج عدد كبير من أقنعة الوجه أو الكمامات المناسبة بشكل رئيسي للصم وضعاف السمع في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الذي أصاب أكثر من 6 ملايين شخص حول العالم حتى الآن.
ووفقًا لما جاء في تقرير لصحيفة "مترو" البريطانية، فإن هذه السيدة "سونيا كارلي"، وهي من مدينة "ساليسبري" بمقاطعة "ويلتشير" الواقعة غرب إنجلترا، تخطط لإنتاج 10 آلاف كمامة تمتاز بوجود جزء شفاف بحيث يتيح فرصة أفضل لضعاف السمع كي يتمكنوا من التواصل مع الآخرين عن طريق قراءة الشفاه، ذلك إلى جانب أنه من السهل ارتداءها مع ارتداء مساعدات للسمع في الوقت ذاته.
ولاقت هذه الفكرة دعمًا من قبل مؤسسات خيرية تهدف لمساعدة الصم؛ وتقوم "كارلي"، البالغة من العمر 44 عامًا، بتمويل الفكرة ذاتيًا باستثمار يتراوح ما بين 40 ألف و50 ألف جنيه إسترليني حتى الآن، كجزء من مشروع تجاري جديد.
وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن "كارلي" كانت في السابق تعمل مهندسة في مجال نظم المعلومات الجغرافية، وكانت عاشقة لمهنتها، لكنها قررت التخلي عنها لتقديم المساعدة خلال أزمة "كورونا"، بعد أن علمت بشأن المشاكل التي يواجهها ضعاف السمع.
وقالت هذه السيدة في تصريح لصحيفة "مترو" البريطانية إنها تسعى إلى تقديم المساعدة قدر استطاعتها خلال الأزمة، وبالفعل شاركت في أعمال تطوعية كان من ضمنها مركز للخياطة، وسألها أحد الأشخاص آنذاك عما إذا كان يمكنها تصنيع كمامات تتيح إمكانية قراءة الشفاه؛ ولاقت هذه الفكرة قبولًا لديها خاصة وأن شقيقة صديقة طفولتها كانت صماء، وقد اكتشفت بعد قيامها بتصميم هذا النوع من الكمامات أنها توفيت بعد معركة استمرت 9 أسابيع مع الفيروس.
وشعرت "كارلي" باستياء بالغ عند تخيلها مدى الصعوبة التي واجهتها الضحية في فهم المحيطين بها خلال هذه الفترة العصيبة؛ وبعد أن لاحظت أن العديد من الأشخاص في حاجة إلى مثل هذه الكمامات، قررت البدء في إنتاجها.
ومن المقرر أن تبلغ تكلفة الكمامة الواحدة المخصصة للبالغين، والتي لا تُصنف على أنها من معدات الوقاية الشخصية، 15 جنيهًا إسترلينيًا، و12.50 جنيه إسترليني مقابل كمامات الأطفال.
وذكرت "كارلي" أن تلك الكمامات مصممة بحيث تكون جذابة أكثر للأطفال ومرضى الزهايمر وهؤلاء الذين ينزعجون من الكمامات العادية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، نقلًا عن أحد المسئولين بمؤسسة خيرية معنية بتقديم الدعم للأطفال والشباب الصم وأسرهم، أنه في الوقت الذي يُنصح فيه بارتداء أقنعة الوجه للحد من تفشي عدوى "كورونا"، فإن ذلك يمكن أن يؤثر على هؤلاء الذين يعتمدون على قراءة الشفاه من أجل التواصل.
لكن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تُحدث فرقًا في حياة الصم وضعاف السمع، وخاصة من الأطفال.