تداولت عدة مواقع إخبارية بريطانية في الآونة الأخيرة لقطات صادمة لطفل عمره ثمانية أشهر، مصاب بطفح جلدي ِشديد تسبب في تحول لون جلده إلى الأحمر الفاتح، بعد نقله إلى المستشفى إثر إصابته بمرض مرتبط بفيروس "كورونا" ويشبه مرض "كاواساكي".
وورد في تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن "إيلي آدامز"، والدة الطفل "لويس"، وهي من مدينة "مانشستر" الواقعة شمال غرب إنجلترا، اتصلت بالرقم المخصص للحالات الطبية العاجلة بعد إصابة الرضيع بطفح جلدي على خديه، وقد ساءت حالته في وقت لاحق وانتشر الطفح الجلدي في جسده بالكامل.
وتوضح اللقطات المرفقة، والتي تم تصويرها أثناء تواجد الطفل بالمستشفى، مدى انتشار الطفح الجلدي في جسده فضلًا عن إصابته بتورم بسبب المتلازمة الالتهابية المرتبطة بفيروس "كورونا".
وأوضح التقرير أن الطفل ظل بالمستشفى لمدة أسبوع برفقة والدته بعد إصابته بهذه الحالة الشبيهة بمرض "كاواساكي"؛ وقد عانى من تورم شديد في شفتيه لدرجة أدت إلى حدوث نزيف؛ وذكرت الأم أن الحالة المرضية التي أصابت رضيعها قد تركته في حالة يُرثى لها، مشيرة إلى أنه كان يبكي من الألم، وهي تسعى في الوقت الحالي إلى تحذير الآباء والأمهات من مخاطر هذه الحالة.
وأفادت بأن معاناة طفلها مع الحالة المرضية بدأت الأسبوع الماضي، حيث أصيب بحمى وفقد شهيته للطعام والحليب؛ وبحلول اليوم التالي، أصيب ببقع على خديه، وفي مساء نفس اليوم انتشر الطفح الجلدي ليصيب أجزاءًا أخرى من جسده؛ وبعد اتصالها بالخدمة المخصصة للحالات الطبية العاجلة، نُصحت باصطحابه إلى قسم الطوارئ بمستشفى محلي.
وكانت "آدامز" قد سمعت من قبل بالفعل عن مرض مرض التهابي يشبه "كاواساكي"، ويؤثر بشكل رئيسي على الأطفال تحت سن الخامسة، ويُعتقد أنه بمثابة رد فعل مناعي متأخر لفيروس "كورونا"، لكنها كانت تأمل ألا يكون نجلها مصابًا بتلك الحالة.
وقام الأطباء بإجراء فحص "كورونا" للطفل وجاءت النتيجة سلبية، ونُقل بعد ذلك إلى غرفة الملاحظة بالمستشفى، حيث زاد الطفح الجلدي الذي كان يعاني منه سوءًا، وأصيب بتورم في أجزاء من جسده، وأعطاه الأطباء علاجًا لإيقاف التورم، حيث بدا وكأنه يعاني من رد فعل تحسسي، وفي أعقاب ذلك تم إعطاؤه مضادات حيوية، وأخبر الأطباء والدته أنه من الممكن أن يكون مصابًا بالإنتان.
لكن لم يمر وقت طويل حتى تحول لون جسده بالكامل إلى الأحمر الفاتح، وكان يبدو وكأنه قد "ظل في الشمس طوال اليوم".
وواصل الأطباء محاولاتهم للسيطرة على حالته، وبعد مضي عدة ساعات بدأ حدة الطفح الجلدي تقل، وقام الأطباء بإجراء فحوصات دم للرضيع، وتبين من خلالها أنه من المرجح أن يكون مصابًا بالتهاب يُعتقد أنه ربما يكون استجابة مناعية ناجمة عن فيروس "كورونا".
وبشكل عام كانت فحوصات الدم والطفح الجلدي والحمى تشير إلى أنه يعاني من مرض مشابه لمتلازمة "كاواساكي"، كما أظهر فحص طبي آخر أن "لويس" كان لديه أجسام مضادة لفيروس "كورونا"؛ وبدأ الأطباء في مراقبة وضع قلبه، نظرًا لأن هذه الحالة يمكن أن تتسبب في الإصابة بأزمة قلبية.
وأشارت والدته إلى أن الفحوصات أظهرت عدم معاناته من مشكلة في القلب؛ وبعد مضي حوالي 6 أيام على بداية ظهور أعراض المرض، وفي ظل محاولات الأطباء السيطرة على حالته، تلاشى الطفح الجلدي على ذراعيه وساقيه، وهو حاليًا مازال بالمستشفى لكن حالته في تحسن.
وأكدت والدته أنه مازال في حاجة إلى الخضوع إلى المزيد من الفحوصات، كما أنه في حاجة إلى عقاقير طبية لحماية قلبه، مشيرة إلى أن الوضع كان مرعبًا للغاية بالنسبة إلى عائلتها، لكنها أشادت في الوقت ذاته بمستوى الرعاية التي تلقاها.
وحثت الآباء والأمهات على ضرورة الحصول على استشارة طبية حال ظهور أعراض مقلقة على أطفالهم، وخاصة الطفح الجلدي غير المبرر.