دعاء صلاة الحاجة.. يلجأ إليها المسلم في أي محنة يقع فيها سواء ابتلاء، أو مرض، أوغيره من امتحانات الدنيا، فليجأ العبد لـ صلاة الحاجة والدعاء حتى يرفع الله عنه ما أصابه، وهناك الكثير من الأدعية الصحيحة في أحاديث الرسول (عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّهُ كان يقولُ عند الكربِ لا إلهَ إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السمواتِ والأرضِ وربُّ العرشِ الكريمِ قال يزيدٌ: ربُّ السمواتِ السبعِ وربُّ العرشِ الكريمِ إسناده صحيح.
تعرّف الحاجة في اصطلاح علماء أصول الفقه بأنّها ما يحتاج إليه الشخص، من حيث التوسعة عليه، وإزالة الضيق والحرج، الذي يؤدي في غالب الأحيان إلى إلحاق المشقة والتعب والحرج؛ بسبب ضياع مصلحةٍ ما، وعدم تحقّقها، وبعدم تحقّقها يُصاب المكلّفين بالحرج والمشقّة، وتُشرع صلاة الحاجة في حال تعرّض شخصٍ لضيقٍ ما، في أمرٍ من أمور دينه ودنياه، وتعذّر عليه تحقيقه.
دعاء صلاة الحاجة، كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَم يدعو يقول ربِ أَعِني ولا تعن علي، وانصُرني ولا تنصُرْ عليَّ، وامكُرْ لي ولا تمكُرْ عليَّ، واهدِني ويَسِّرِ لي الهُدى، وانصُرني على من بغى عليَّ، ربِّ اجعلْني لك شَكَّارًا لك ذَكَّارًا لك رهَّابًا لك مِطواعًا لك مُخبِتًا إليك أَوَّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبَّلْ تَوْبتي (واغسِلْ حَوبَتي وأَجِبْ دَعْوتي وثَبِّتْ حُجَّتي وسَدِّدْ لساني واهدِ قلبي واسلُلْ سَخيمةَ صدْري حسن صحيح] روى عبد الله بن مسعود عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يدعو ويقول: اللهمَّ ! إني أسألُك الهدى والتقى، والعفافَ والغنى، وفي روايةٍ: والعفَّةَ [صحيح مسلم]. كان من دعاء رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللهمَّ! إني أعوذُ بك من زوالِ نِعمتِك، وتحوُّلِ عافيتِك، وفُجاءَة نِقمتِك، وجميعِ سُخطِك.. صحيح مسلم
صلاة قضاء الحاجة .. المهم في صلاة الحاجة إخلاص النية لله -عزّ وجلّ، والصدق معه فيها، قال ابن كثير: "فأخلِصوا لله وحده العبادة والدعاء"، فالله ينجّي عباده بأعمالهم الصالحة التي تقرّبوا إليه وأخلصوا له فيها، والظن الحسن بالله -سبحانه- دائمًا والاستجابة لكلّ ما أمر به الله -تعالى-، وما أمر به رسوله -عليه الصلاة والسلام-، مع الحرص على تحقيق الإيمان في القلب، وأداء الفرائض التي أمر بها الله، والتقرّب منه بالنوافل و الابتعاد عمّا حرّمه الله من الأمور، وتحرّي ما هو حلالٌ طيبٌ، والإكثار من الدعاء في اليُسر والرخاء، قال الإمام ابن رجب رحمه الله: "إنَّ العبدَ إذا اتَّقى الله، وحَفِظَ حدودَه، وراعى حقوقه في حال رخائه، فقد تعرَّف بذلك إلى الله، وصار بينه وبينَ ربه معرفةٌ خاصة، فعرفه ربَّه في الشدَّة، وروعي له تَعَرُّفَهُ إليه في الرَّخاء، فنجَّاه من الشدائد بهذه المعرفة، وهذه معرفة خاصة تقتضي قربَ العبدِ من ربِّه، ومحبته له، وإجابته لدعائه".
صلاة الحاجة تؤدى ركعتين بتسليمةٍ واحدةٍ، ثم التوجّه إلى الله -تعالى- والثناء عليه، والصلاة على النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ يسأل العبد حاجته من الله عز وجل ، فقد جاء بالحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين بتمامهما أعطاه الله ما سأل معجلا ومؤخرا.
تعدّدت آراء العلماء في عدد ركعات صلاة الحاجة، وذهبوا في ذلك إلى عدة أقوالٍ بيانها فيما يأتي: الرأي الأول: قال المالكية والحنابلة والشافعية إنّ صلاة الحاجة ركعتان الرأي الثاني: تؤدّى صلاة الحاجة أربع ركعاتٍ الرأي الثالث: قال الغزالي إنّ صلاة الحاجة اثنتا عشرة ركعةً.
ولا يشترط القيام للمصلّي في صلاة الحاجة، ويجوز له أن يصلي جالسًا، وإن كان قادرًا على القيام؛ إلّا أنّه ينال نصف أجر القائم، إلّا إن كان من أصحاب الأعذار، والدليل على ما سبق ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن صَلَّى قَائِمًا فَهو أفْضَلُ، ومَن صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أجْرِ القَائِمِ، ومَن صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أجْرِ القَاعِدِ)، أمّا صلاة النافلة للمضطجع؛ فاختلف العلماء فيها؛ فمنعها الجمهور من العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلّا لعذرٍ ما، وأجازها الشافعية مطلقًا. لا تؤدّى صلاة الحاجة جماعةً، وورد رأي آخرٌ يدلّ على جواز أدائها جماعةً، إذ ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه تطوّع في صلاته منفردًا وجماعةً، ولكنّ أكثر تطوّعه كان بشكلٍ منفردٍ. يحرُم على المسلم أداء صلاة الحاجة حين شروق الشمس، واستوائها*، وميلانها إلى الغروب، وبعد صلاتي العصر والفجر.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالسًا مع رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - ورجل قائم يصلي، فلمّا ركع وسجد تشهّد ودعا، فقال في دعائه:" اللهم إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلا أنت، المنّان بديع السّموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إنّي أسألك، فقال النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - لأصحابه أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى "، رواه النّسائي والإمام أحمد.
ومن الأدعية المأثورة كذلك، والذي يسمّى بدعاء الحاجة، ما رواه الترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضّأ، وليحسن لوضوء، ثمّ ليصل ركعتين، ثمّ ليثن على الله عزّ وجلّ، وليصلّ على النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - ثمّ ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.